والقادر
، والرحيم ، والكريم ، إلى غير ذلك (١) من صفات الكمال
______________________________________________________
(١) لا يخفى ان
الحمل الذي لا بد فيه من مغايرة واتحاد انما هو بين المشتق وما يجري عليه : أي بين
الموضوع والمحمول الذي هو المشتق ، والمبدأ اجنبي عن الموضوع والمحمول ، إلّا انه
يظهر من المصنف وصاحب الفصول الاتفاق من العلماء على لزوم امر آخر ، وهو لزوم
المغايرة بين مبدأ المشتق والموضوع الذي يجري عليه المشتق مع كون المبدأ اجنبيا عن
الموضوع. ولعل السبب في ذلك هو ما اختاره من بساطة المشتق وانه لا فرق بينه وبين
مبدئه الّا باللابشرطية والبشرطلائية ، واما نفس المفهوم والحقيقة ففيهما واحد ،
وحيث انه لا بد من مغايرة بين الموضوع والمحمول فاذا لا بد من المغايرة بين مبدأ
المشتق والموضوع الذي يجري عليه المشتق ، ولكن هذا التعليل انما يصح عند من يرى
البساطة في المشتق ، اما عند من يرى التركيب فلا ينبغي ان تشترط المغايرة بين
الموضوع ومبدأ المشتق في صحة حمل المشتق على الموضوع ، لكونه اجنبيا عن الحمل وعن
المشتق ، فاي داع لاشتراط هذه المغايرة.
وعلى كل حال
فالخلاف بين المصنف وصاحب الفصول : هو انه عند المصنف يكتفى في المغايرة بين
المبدأ وما يجري عليه المشتق بالمغايرة المفهومية ، واما عند صاحب الفصول فلا بد
من المغايرة الوجودية ولا يكتفى بالمغايرة المفهومية.
واستدل صاحب
الفصول على لزوم المغايرة الوجودية بين مبدأ المشتق وما يجري عليه باطباق العلماء
على اشتراط هذه المغايرة ، ولذا وقع في الاشكال من ناحية حمل هذه المشتقات ،
كالعالم والرحيم عليه تعالى ، فان صفاته ومبدأ صفاته عين ذاته ، وانه عين القدرة
والحياة ، وعين العلم وساير صفاته الثبوتية المعبر عنها بالصفات الجمالية
والكمالية ، فالتزم بانه لا بد من النقل او التجوز في هذه المشتقات بالنسبة اليه
تعالى ، لانه قد ثبت بالبرهان ـ في محله ـ انه تعالى ليس فيه حيث دون حيث وانه
واحد من جميع الجهات بسيط من كل جهة ، ويرى قدسسره انه لا بد من