ربما يجعل لا زمان مكانه إذا كانا متساويي النسبة إليه ، كالحساس والمتحرك بالارادة في الحيوان ، وعليه فلا بأس بأخذ مفهوم الشيء في مثل الناطق ، فإنه وإن كان عرضا عاما ، لا فصلا مقوما للانسان ، إلا أنه بعد تقييده بالنطق واتصافه به كان من أظهر خواصه (١).
وبالجملة : لا يلزم من أخذ مفهوم الشيء في معنى المشتق ، إلا دخول العرض في الخاصة التي هي من العرضي ، لا في الفصل الحقيقي الذي هو من الذاتي ، فتدبر جيدا (٢).
______________________________________________________
ذلك الشيء ، والحد ليس هو الّا بيان ما تركبت منه الحقيقة. ومن المعلوم ان الفصل لا تركب في ذاته بل هو بسيط ، اذ لو كان الفصل مركبا في حقيقة ذاته لا بسيطا لما كان محصلا لماهية النوع ، فان المفروض ان الماهية النوعية مركبة من جزءين لا غير ، وهما الفصل والجنس. فلو كان الفصل مركبا لكان مركبا من جنس وفصل ايضا ، وهلم جرا ، وهو خلف ، لان المفروض ان الماهية النوعية انتهت الى تركيبها من جنس وفصل لا غير ، ويلزم التسلسل ولا تحصل الماهية النوعية. وخلف ـ ايضا ـ اذ المفروض تركب الماهية من جنس وفصل لا غير.
فاذا لم يكن الفصل مركبا لا يمكن تحديده ، وحيث لم يمكن تحديده لا يعقل ان يعلم به بنحو العلم الحصولي.
فحيث لم يعرفوا الفصل الحقيقي اضطروا ان يضعوا بدله اظهر خواصه ، ليمتاز به.
فتبين مما ذكرنا : ان الناطق هو فصل مشهوري ، لا فصل حقيقي.
(١) لا يخفى ان مراده ان الحساس والتحرك بالارادة لازمان لفصل الحيوان الجامع لجميع انواعه ، وليسا لازمين حالين محل الفصل في ماهية الانسان كما هو واضح.
(٢) يطلق العرضي في مقامات :
فتارة : يطلق في قبال العرض فيراد من العرضي : هو المفهوم المنتزع باعتبار نفس العرض ، كالابيض فانه مفهوم ينتزع بملاحظة نفس البياض ، لأن الموجود في الخارج