.................................................................................................
______________________________________________________
مسائل العلم ليس من قبيل الإمكان والزوجية ، فالمراد من العرض الذاتي ليس هذا ، بل المراد منه ما هو أعم من ذلك.
وتوضيح ذلك : ان العارض على أقسام تسعة :
لأنه إما أن يعرض بلا واسطة ، وهو ثلاثة : لأنه إما ان يكون مساويا في الصدق مع معروضه وقد مثلوا له بالتعجب العارض على الانسان بلا واسطة ، وهو مساو في الصدق للانسان. وإما ان يكون أعم كعروض الحيوان على الناطق ، او يكون أخص كعروض الناطق على الحيوان ، فإن أجزاء الماهية الموجودة بوجود واحد لا بد من عروض بعضها على بعض.
وإما أن يعرض مع الواسطة ، والواسطة إما داخلية ، أو خارجية ، وما يعرض بواسطة داخلية اثنان : وهو ما يعرض النوع بواسطة جزئه الاعم ، كعروض الحركة بالارادة على الانسان بواسطة الحيوان الذي هو جزؤه الاعم ، أو بواسطة جزئه المساوي ، كادراك الكليات العارضة للانسان بواسطة الناطق.
ومن هنا يتضح : أن الواسطة الداخلية تنحصر في الاثنين المذكورين ، لعدم إمكان وجود واسطة داخلية أخص ، لعدم معقولية تركب الذات مما هو أخص منها.
وأما الواسطة الخارجية فأربعة : لأنها إما ان تكون مساوية ، كعروض الضحك على الانسان بواسطة التعجب الخارج عن حقيقة الانسان المساوي في الصدق له ، أو أعم كعروض التمييز على البياض بواسطة الجسم ، أو أخص كعروض التكلم على الحيوان بواسطة كونه ناطقا ، أو مباينا كعروض الحرارة على الماء بواسطة النار.
وأما الذاتية التي وقعت وصفا للعوارض ، فإن المراد بها : هي التي يكون عروضها للشيء من غير واسطة في العروض ، لوضوح انه ليس المراد من الذاتي : هو الذات والذاتيات ، فانها في قبال العارض فكيف تكون وصفا لها ، لأن الذي يبحث عنه هو العوارض التي تعرض على الذات ، فوصفها بكونها ذاتية بهذا المعنى خلف واضح ، وأيضا ليس المراد من الذاتي هو ما لا ينفك عن ماهية الشيء ، كالزوجية