مفاد الحديث ومعنى مفرداته
واما المقام الثاني ، فالكلام فيه في موردين :
المورد الأول : في مفردات الحديث اعني كلمتي ، الضرر ، والضرار.
المورد الثاني : في معنى الجملة ، من جهة دخول كلمة لا على الكلمتين.
اما الأول : فالضرر ، من الالفاظ التي لها معان ظاهرة عند اهل العرف ، ويعرفها كل من مارس اللغة العربية ولاحظ موارد استعمال هذا اللفظ ، وهو خلاف النفع ، ويوافقه اللغة ، ففي معجم مقاييس اللغة ، الضر ضد النفع ، ويقال : ضره يضره ضرا ، ونحوه عن الصحاح (١) ، والنهاية الاثيرية (٢) ، والقاموس (٣)
وإليه يرجع ما عن المصباح (٤) ضره يضره من باب قتل إذا فعل به مكروها وأضرّ به يتعدى بنفسه ثلاثيا والباء رباعيا والاسم الضرر ، وجعل الكراهة اعم من المعنى المذكور خلاف ظاهر كلامه.
كما انه يمكن ارجاع ما عن القاموس (٥) من قوله بعد تفسير الضرر بما مر ، الضرر سوء الحال ، إلى ذلك.
__________________
(١) الضر خلاف النفع ، الصحاح ج ٢ ص ٧١٩.
(٢) النهاية في غريب الحديث لابن الاثير ج ٣ ص ٨١.
(٣) القاموس المحيط ج ٢ ص ٧٥.
(٤) المصباح المنير ص ٣٦٠ مادة ضرر.
(٥) القاموس المحيط ج ٢ ص ٧٥.