يؤدّي إلى محذور ، فكذلك عدم تطبيق الصورة الذهنية للفرد ـ كما في المبنى الثالث ـ على أحد الفردين بعينه لا يلزم منه محذور.
ثمّ انّ المحقّق الأصفهاني «قده» (١) قد اعترض على المبنى الثالث ـ كما يفهم من مجموع كلماته ـ بما حاصله : أنّه إذا كان مقصودكم من تعلّق العلم الإجمالي بالواقع يعني تعلّقه بصورة حاكية عنه ، فإنّه حينئذ نسأل : هل انّ الحدّ الشخصي الّذي به يكون الفرد فردا ، هل هذا الحدّ داخل في تلك الصورة الحاكية عن هذا الواقع ، أم أنّه غير داخل؟
فإن قلتم بأنّه داخل ، فهذا معناه العلم بالحد الشخصي ، مع أنّ الوجدان قاض بأنّه لا علم بالحد الشخصي.
وإن قلتم بأنّه غير داخل ، فهذا معناه أنّ الصورة عارية عن الحدود الشخصية ، ولا نقصد بالجامع أكثر من ذلك.
وبهذا يثبت ، انّ العلم الإجمالي يتعلّق بالجامع (٢). ولكن لو فرض أنّ المحقق العراقي «قده» يقول بتعلّق العلم الإجمالي بالفرد لا بالجامع الإنشائي ، وقد أورد عليه هذا الإشكال ، فإنّه يمكن للعراقي «قده» دفعه ، وذلك لأنّ المحقق العراقي «قده» يفرّق بين العلم الإجمالي ، والعلم التفصيلي من ناحية نفس العلم ، حيث أنّه يرى انّ الصورة العلمية التفصيلية صورة غير مشوبة بالإجمال ، بخلاف الصورة العلمية الإجمالية ، فإنّها صورة مشوبة بالإجمال ، وهذا معناه : انّ الصورة العلمية الإجمالية مزدوجة ، مخلوط فيها حيثيّة الوضوح مع حيثيّة الغموض الّذي منشؤه الإجمال بخلاف التفصيلية ، فإنّها كلها وضوح ، وهذا معنى ما يقوله العراقي «قده» من أنّ الفرق بين العلمين إنّما هو بلحاظ نفس العلمين.
__________________
(١) نهاية الدراية : الأصفهاني ، ج ٣ ، ص ٩٠.
(٢) نهاية الدراية : الأصفهاني ، ج ٣ ، ص ٨٩ ـ ٩٠. طبعة حديثة.