ويجوز أن يكون فى موضع نصب على معنى : نازلا.
١٧٢ ـ (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ)
«الّذين استجابوا» : ابتداء ، وخبره : «للذين أحسنوا منهم».
ويجوز أن يكون «الذين» فى موضع خفض بدلا من «المؤمنين» الآية : ١٧١ ، أو من «الذين لم يلحقوا بهم» الآية : ١٧٠
١٧٣ ـ (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)
«الّذين قال لهم النّاس» : بدل من «الذين استجابوا» الآية : ١٧٢
١٧٨ ـ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي
لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)
«ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملى» : أن ، تقوم مقام مفعولى «حسب» ، و «الذين» فاعلون ، و «ما» فى «إنما» بمعنى : «الذي» ، والهاء محذوفة من «نملى» ؛ هذا على قراءة من قرأ بالياء ، و «خير» : خبر «إن».
وإن شئت جعلت «ما» و «نملى» مصدرا ، فلا تضمرها ؛ تقديره : لا يحسبن الذين كفروا أن الإملاء لهم خير لهم.
فأما من قرأ بالتاء وكسر «أن» من «أنما» ، فإنما يجوز على أن يعلق «حسب» ، ويقدر القسم ، كما تفعل بلام الابتداء فى قولك : لا يحسبن زيد لأبوه أفضل من عمرو ، وكأنك قلت : والله لأبوه أفضل من عمرو.
فأما من قرأ بالتاء ـ وهو حمزة ـ فإنه جعل «الذين» مفعولا أول ل «حسب» ، والفاعل هو المخاطب ، وهو النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ وجعل «إنما» ، وما بعدها ، بدلا من «الذين» ، فتسد مسد المفعولين. كما مضى فى قراءة من قرأ بالتاء. و «ما» بمعنى «الذي» فى هذه القراءة ، والهاء محذوفة من «نملى» ، أو تجعل «أن» مفعولا ثانيا ل «حسب» ؛ لأن الثاني فى هذا الباب هو الأول فى المعنى ، إلا أن تضمر محذوفا تقديره : ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم ؛ فتجعل «ما» ونملى» مصدرا على هذا. فإن لم تقدر محذوفا فجوازه على أن يكون «أن» بدلا من «الذين» : ويسد مسد المفعولين. و «ما» بمعنى «الذي». وفى جواز «ما» والفعل مصدر ، و «أن» بدل من «الذين» : نظر.
وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر «إنما» ، فتكون الجملة فى موضع المفعول الثاني ، ولم يقرأ به أحد.
(م ٦ ـ الموسوعة القرآنية ج ٤)