٦٦ ـ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
«وليتمتعوا» : من كسر «اللام» جعلها : لام كى ، ويجوز أن تكون لام الأمر.
ومن أسكنها فهى : لام أمر ، لا غير.
ولا يجوز أن تكون مع الإسكان : لام كى ، لأن «لام كى» حذفت بعدها «أن» ، فلا يجوز حذف حركتها أيضا ، لضعف عوامل الأفعال.
ـ ٣٠ ـ
سورة الروم
٤ ـ (فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)
«فى بضع سنين» : الأصل فى «سنة» ألا يجمع بالياء والنون ، والواو والنون ؛ لأن الواو والنون لمن يعقل ، ولكن جاز ذلك فى «سنة» ، وإن كانت مما لا يعقل ، للحذف الذي دخلها ؛ لأن أصلها : سنوة ؛ وقيل : سنهة ، على «فعلة» ؛ دليله قولهم : سنوات ، وقولهم : سانهت ، من السنين. وكسرت السين فى «سنين» ليدل على أنه جمع على غير الأصل ، لأن كل ما جمع جمع السلامة لا يغير فيه بناء الواحد فى هذا الجمع ، وكلما تغير بناء الواحد فى هذا الجمع ، وكسر أوله ، وقد كان مفتوحا فى الواحد ، علم أنه جمع على غير أصله.
«من قبل ومن بعد» : قبل ، وبعد : مبنيان ، وهما ظرفا زمان ، أصلهما الإعراب ، وإنما بنيا لأنهما يعرفان بغير ما تتعرف به الأسماء ، وذلك أن الأسماء تتعرف بالألف واللام ، وبالإضافة إلى المعرفة ، وبالإضمار ، وبالعهد ؛ وليس فى «قبل» ، وب «بعد» شىء من ذلك ، فلما تعرفا بخلاف ما تعرف به الأسماء ، وهو حذف ما أضيف ، خالفا الأسماء وشابها الحروف ، فبنيا كما تبنى الحروف ، وكان أصلهما أن يبنيا على سكون ، لأنه أصل البناء ، لكن قبل الآخر ساكن فيهما ، وأيضا فإنه قد كان لهما فى فى الأصل تمكن ، لأنهما يعرفان إذا أضيفا ، وأيضا فإنه لم يكن من حركة أو حذف ، وإنما وجب أن يمكن الحذف فى حروف السلامة ، فحرك الثاني لأن البناء فيه ، تكون الحركة ضما دون الكسرة ، والفتح ، لأنهما أشبها المنادى المفرد ، إذ المنادى يعرب إذا أضيف أو نكر ، كما يفعل لهما ، فبنيا على الضم كما بنى المنادى المفرد.
وقال على بن سليمان : إنما بنيا لأنهما متعلقان بما بعدهما ، فأشبها الحروف ، إذ الحروف متعلقة بغيرها لا تفيد شيئا إلا بما بعدها.
وقيل : إنما بنيا على الضم ، لأنهما غايتان قد اقتصر عليهما ، وحذف ما بعدهما ، فبنيا لمخالفتهما الأسماء ، وأعطيا الضم ، لأنه غاية الحركات.