ـ ٩١ ـ
سورة الشمس
٩ ، ١٠ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)
فى «زكاها» : ضمير «من» ، وبه تتم الصلة ؛ أي : من زكّى نفسه بالعمل الصالح.
«وقد خاب من دساها» ؛ أي : أخفى نفسه بالعمل السيئ.
وقيل : إن فى «زكاها» و «دساها» : ضمير يعود على الله عزوجل ؛ أي : قد أفلح من زكّاه الله ، وقد خاب من خذله الله.
وهذا يبعد ، إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته ، وإنما يعود الضمير على اسم الله جل ذكره.
ولكن إن جعلت «من» اسما للنفس ، وأثبت على المعنى. فقلت : زكاها ودساها ، جاز : لأن الهاء والألف يعود على «من» حينئذ ، فيصلح الكلام ، كأنه فى التقدير : قد أفلحت النفس التي زكاها الله ، وقد خابت النفس التي خذلها الله وأخفاها.
ومعنى «دساها» : أخفاها بالعمل السيئ ، أو تكون «من» بمعنى الفرقة ، أو الطائفة ، أو الجماعة ، فتعود «الهاء» فى «دساها» و «زكاها» على «من» ، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير فى «زكاها» و «دساها» لله جل ذكره.
و «دساها» ، أصله : دسسها ، من : دسست الشيء : أخفيته ، لكن أبدلوا من السين الأخيرة ياء ، وقلبت ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
١٣ ـ (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)
«ناقة الله» : نصب على الإغراء ؛ أي : احذروا ناقة الله ، و «سقياها» ، فى موضع نصب ، عطف على «ناقة».
١٤ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها)
«سواها» : الهاء ، تعود على «الدمدمة» ، ودل على ذلك قوله «فدمدم» ؛ أي : سوى بينهم فى العقوبة.
١٥ ـ (وَلا يَخافُ عُقْباها)
من قرأه بالفاء ، فالفعل لله جل ذكره ، ومن قرأه بالواو ، فالفعل للعاقر ؛ أي : انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
ويجوز أن يكون من قرأه بالواو ، جعل الفعل لله.