وقد نصب الحسن «يوم الزينة» ، على الظرف.
«أن يحشر» : أن ، فى موضع رفع عطف على «يوم» ؛ على تقدير : موعدكم وقت يوم الزينة ، ووقت حشر الناس.
وقيل : «أن» : فى موضع خفض ، على النعت على «الزينة».
ومن نصب «يوم الزينة» جعل «أن» فى موضع نصب على العطف على «يوم».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع ، على تقدير : وموعدكم يوم حشر الناس.
أو فى موضع خفض ، على العطف على «الزينة».
٦٣ ـ (قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا
بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى)
من رفع «هذان» حمله على لغة لبنى الحارث بن كعب ، يأتون بالمثنى بالألف على كل حال.
وقيل : «إن» : بمعنى : نعم ، وفيه بعد ، لدخول اللام فى الخبر ، وذلك لا يكون إلا فى شعر ؛ كقوله :
أم الحليس لعجوز شهر به
وكان وجه الكلام : لأم الحليس عجوز ؛ وكذلك كان وجه الكلام ، فى الآية ، إن حمّلت «إن» معنى :
«نعم» : إن لهذان ساحران ، كما تقول : لهذان ساحران ، نعم ؛ ولمحمد رسول الله. وفى تأخر اللام مع لفظ «إن» بعض القوة على «نعم».
وقيل : إن المبهم لما لم يظهر فيه إعراب فى الواحد ولا فى الجمع ، جرت التثنية على ذلك ، فأتى بالألف على كل حال.
وقيل : إنها مضمرة مع «إن» ؛ وتقديره : إن هذان لساحران ، كما تقول : إن زيد منطلق ؛ وهو قول حسن ، لو لا أن دخول اللام فى الجر يبعد.
فأما من خفف «أن» فهى قراءة حسنة ، لأنه أصلح فى الإعراب ، ولم يخالف الخط ، لكن دخول اللام فى الجر ـ يعنى ـ ما على مذهب سيبويه ؛ لأنه إن يقدر أنها المخففة من الثقيلة ، لا بد أن يرفع ما بعدها بالابتداء والخبر ، لنقص بنيانها ، فرجع ما بعدها إلى أصله. فاللام لا يدخل فى خبر ابتداء أتى على أصله إلا فى شعر.
على ما ذكرنا.