٢٠ ـ اليوم الحق
ورد هذا التعبير مرّة واحدة أيضاً في القرآن المجيد ، وقد عُبّر به عن يوم القيامة ، قال تعالى : (ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ). (النبأ / ٣٩)
نعم إنّها حقيقة لا تنكر ، وحقيقةٌ تعطي مفهوماً لفلسفة خلق كل ما في الدنيا ، ولولا ذلك اليوم لما بقي هدف ومفهوم لخلق هذا العالم.
إنّ الدنيا في الواقع ليست أكثر من سراب ، وهي «مجاز» وليست «حقيقة» ، بل هي فناءٌ لابقاء ، وموتٌ لا حياة ، نعم إنّ حقيقة المفهوم الرئيسي للحياة يتجلى في يوم القيامة (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوانُ). (العنكبوت / ٦٤)
وأشار بعض المفسرين في تفسيرهم لحقانية ذلك اليوم إلى ثلاثة امور :
١ ـ ذلك اليوم هو الحق وغيره باطل ، وذلك لأنّ باطل أيّام الدنيا أكثر من حقها.
٢ ـ الحق بمعنى الوجود الثابت ولذا اطلقوا كلمة الحق على الله تعالى لأنّهم قالوا باستحالة تصور الفناء له ، ويوم القيامة كذلك أيضاً ، وعلى هذا فإنّ القيامة حق.
٣ ـ إنّ ذلك اليوم يستحق اطلاق كلمة اليوم (بمعنى النهار) عليه وذلك لأنّ في ذلك اليوم المنير يُكشف عن الأسرار الخفية بينما تكون أحوال الخلق مجهولة ومكتومة في الدنيا (كما هو الحال في الليل) (١).
* * *
٢١ ـ يومٌ مشهود
ورد هذا الوصف مرّة واحدة أيضاً في القرآن المجيد وذكر ذلك اليوم بعد ذكر عذاب الآخرة ، قال تعالى : (وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ). (هود / ١٠٣)
ولا يكون ذلك اليوم مشهوداً من قبل الأولين والآخرين فحسب ، بل سوف تشاهد في ذلك اليوم الأعمال والحساب ومحكمة العدل الإلهي ومكافآت وعقوبات الأعمال أيضاً.
__________________
(١) التفسير الكبير ، ج ٣١ ، ص ٢٥.