وهنالك وجوه اخرى ذكرت لهذه التسمية ، ففي بعض التفاسير عدّوها ثمانية وجوه ، ولكن بعضَ تلك الوجوه ضعيفة ، ومن الممكن أنّ جميع هذه المعاني قد جُمعت في مفهوم الآية وذلك لعدم المنافاة.
* * *
١٤ ـ يوم التلاقِ
ورد هذا التعبير مرّة واحدة في القرآن المجيد في قوله تعالي : (يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ). (المؤمن / ١٥)
المراد من لقاء الروح بقرينة الآيات الاخرى هو الوحي والكتب السماوية ، كما جاء في خطابه تعالى للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في قرآن الكريم : (وَكَذلِكَ أَوْحَينَا الَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا). (الشورى / ٥٢)
وعلى هذا الأساس فإنّ القرآن المجيد روحٌ نُفختْ في المجتمع الإنساني من قبل الله عزوجل!
قال الراغب في المفردات : سُمي القرآن روحاً لأنّه هو السبب في إيجاد الحياة المعنوية. والهدف من لقاء هذه الروح هو الانذار من هول يوم التلاقي العظيم.
إنّ كل أنواع اللقاءات التي جُمعت في مفهوم الآية تحصل في ذلك اليوم ، وإن أشار المفسرون إلى بعض زوايا تلك اللقاءات.
إنّه اليوم الذي يلتقي فيه العباد بربهم : (يَا ايُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ). (الانشقاق / ٦)
وهو اليوم الذي يلتقي فيه الإنسان بملائكة الحساب والثواب والعقاب : (وَتَتَلقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ). (الأنبياء / ١٠٣)
وهو اليوم الذي يلتقي فيه الإنسان بحساب الأعمال والأقوال : (إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ). (الحاقة / ٢٠)