المجموعة السادسة :
وهي الآيات التي تحدثت عن أنواع النعم الماديّة في الجنّة كالفواكه والأنهار والأرائك وأنواع الشراب وأنواع الملابس الفاخرة والظل وأنواع الأشجار وعن جميع الملاذ الجسمية الاخرى ، وعدد ما ورد في القرآن من هذه الآيات ممّا لا يحصى.
ومن البديهي عدم إمكانية حمل جميع معانيها على المجاز فنصرف الألفاظ عن معناها الحقيقي من دون ايّ قرينة ، فرغم اختلاف هذه الفواكه والأشربة والملابس والأطعمة الموجودة في الجنّة عن أمثالها في الدنيا وبالرغم من أننا اسارى هذه الدنيا المحدودة وأننا لا نتمكن من درك تلك الآفاق بصورة مُثلى إلّاأنّ هذه النعم مهما كانت كيفياتها فهي نعم مادية ولا يكون ذكرها مناسباً إلّامن أجل تحقق المعاد الجسماني.
بالإضافة إلى عدم انحصار نعم الجنّة بالنعم المادية وأنّ هناك نعماً ومواهب معنوية وروحية لا مثيل لها أيضاً إلّاأنّ هذه النعم لا تتنافى مع وجود النعم المادية.
وبتعبير آخر : بما أنّ المعاد يتحقق بالجسم والروح معاً فإنّ نعم الجنّة لها حيثية مادية وروحية معاً ، بناءً على هذا لايصح أن نحصرها في البعد الروحي ونغض النظر عن جميع هذه الآيات الواضحة.
أمّا بالنسبة لعدد هذه الآيات فإنّه قد يبلغ المئات ، وما نذكره من نماذج فيما يلي هو من سورة واحدة من القرآن المجيد وهي سورة الرحمن فمن أراد تفصيلاً أكثر عليه تتّبع باقي الآيات في مواضع اخرى من القرآن :
١ ـ (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ). (الرحمن / ٤٦)
٢ ـ (ذَوَاتَا افْنانٍ). (الرحمن / ٤٨)
٣ ـ (فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ). (الرحمن / ٥٠)
٤ ـ (فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ). (الرحمن / ٥٢)
٥ ـ (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ اسْتَبْرَقٍ). (الرحمن / ٥٤)
٦ ـ (وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ). (الرحمن / ٥٤)