لأنّ وقوع هذه الحادثة كما ذكر المؤرخون ـ يتعلق بالفترة التي تلت ميلاد المسيح عليهالسلام ، وقد صرّح البعض بأنّ وقوع هذه الحادثة حصل في الفترة مابين عام ٢٤٩ ـ ٢٥١ ميلادي ، فعلى هذا لا يمكن أن تكون مذكورة في التوراة والانجيل ، نلاحظ ماورد في كتاب أعلام القرآن :
«إنّ خلاصة ما نقله المؤرخون الاوربيون عن قصة أصحاب الكهف هو : في عصر دكيوس (٢٤٩ م ـ ٢٥١ م) الذي كان يسوم المسيحيين سوء العذاب ، هرب سبعة شبان من النبلاء ولجأوا إلى غار ، فأمر دكيوس أن يغلقوا فوهة الغار ببناء جدار عليه ليهلكوا جوعاً وعطشاً ، لكن هؤلاء السبعة غرقوا في نومٍ عميق ، وبعد مرور ١٥٧ عام استيقظوا من نومهم في عصر الملك «تيوذر الثاني» ويطلق المؤرخون الاوربيون على هؤلاء اسم النيام السبعة في أفسوس».
وجاء في فصل آخر من هذا الكتاب : إنّ أول من سرد هذه القصة هو «جاك» في القرن الخامس الميلادي ، وهو من سكنة «ساروك» الذي كان يرأس الكنيسة في سوريا خلال رسالة كتبت بالسريانية ، وترجم هذه الرسالة من السريانية إلى اللاتينية شخص يدعى «غوغويوس» وانتخب لها اسم «جلال الشهداء» (١).
لقد احتلت هذه القصة مقاماً متميزاً في التاريخ الإسلامي والادب الشرقي والغربي ، وتمكنت هذه القصة من وضع بصماتها على الادب «الروسي» و «الحبشي» أيضاً (٢).
بناءً على هذا فإنّ القرآن الكريم لم ينفرد بذكر هذه الحادثة ، بل ورد ذكرها في الكتب التأريخية الاخرى.
* * *
٣ ـ مكان الغار
المشهورة أنّ الغار يقع بالقرب من مدينة «افسوس» أحد مدن آسيا الصغرى (تركيا
__________________
(١) أعلام القرآن ، ص ١٧١ ـ ١٧٢.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٨١.