٥ ـ هل يمرّ الجميع في مرحلة البرزخ؟
هل يعلم جميع من يفارق الدنيا وينتقل إلى عالم البرزخ بما يدور حولهم؟ أم أَنَّ فريقاً منهم يقضون حياتهم في البرزخ ، وهم لا يعلمون بما يدور من حولهم فهم كالنيام ، فينهضون من نومهم يوم القيامة ، فيتصورون مرور ألف عام عليهم وكأنّه ساعة؟
يستفاد المعنى الثاني من قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقسِمُ الُمجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ). (الروم / ٥٥)
وهذا يتمّ طبعاً في حالة تفسيرنا للآية على أنّ عالم الدنيا أو عالم البرزخ لا يعدّ شيئاً في مقابل القيامة ، (فتأمّل).
ولكن بعض الآيات التي تحدثت عن البرزخ ظاهرها الاطلاق والعموم ، مثل الآية التي في شأن الكفّار ظاهراً ، قال تعالى : (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). (المؤمنون / ١٠٠) (إلّا إذا قيل : إنّ الآية السابقة خاصة ، وهذه عامّة فتقيد الأخيرة بها).
كما تكرر ذكر هذا المعنى في الروايات أيضاً وهو أنّ سؤال القبر يختص بفريقين فقط : «وهم من محّض الإيمان محضاً أو محّض الكفر محضاً ، أمّا الباقون فيلهى عنهم».
وقد ورد ذكر هذه الروايات في البحث السابق ، ولمزيدٍ من الاطلاع على هذه الروايات راجع المجلد السادس من بحار الأنوار الصفحة ٢٦٠ ، الأحاديث رقم ٩٧ ـ ١٠٠.
أمّا بالنسبة لعبارة «يُلهى عنهم» فليس مفهومها عدم شمول البرزخ لهم ، بل تدل على عدم توجّه الأسئلة لهم في القبر ، على عكس ما جاء في روايات ضغطة القبر فهي تشمل الجميع باستثناء بعض أولياء الله (وقد مرّ ذكر الروايات المتعلقة بهذا البحث).
* * *
٦ ـ الغاية من وجود البرزخ
اتّضحت بجلاء الغاية من الحياة الدنيا ، وهي كونها محل ابتلاء وتعليم وتربية وكسب الكمالات العلمية والعملية للإعداد للآخرة ، فالدنيا في نظر الروايات وبعض الآيات القرآنية