وتوصل هؤلاء من خلال هذا البحث إلى النتائج الآتية :
١ ـ كما أنّ أفعال الغدد اللعابية وآثارها المختلفة لا توجد قبل وجود البدن وتفنى بفنائه ، فكذلك الحال في الروح التي توجد مع وجود المخ والجهاز العصبي وتفنى بفنائهما!.
٢ ـ إنّ الروح من مختصات الجسم ، فهي مادّية وليس لها بعدٌ ميتافيزيقي.
٣ ـ إنّ الروح تخضع لجميع القوانين التي تتحكم بالجسم.
٤ ـ لا يمكن وجود الروح بصورة مستقله عن الجسم أو أن تستقل عنه.
* * *
٣ ـ أدلة الماديين على عدم استقلالية الروح
وقد ذكر الماديون عدّة أدلة لإثبات زعمهم بأنّ الروح والفكر وسائر الظواهر الروحية الاخرى إنّما هي امور مادّية ، : أي أنّها من الخواص الفيزيائية والكيميائية للخلايا العصبية وخلايا المخ ، وهي كما يلى :
١ ـ «نحن نرى بوضوح أنّ مجموعة من الآثار الروحية تعطّل بمجرّد أصابه قسم من المخ أو مجموعة من الخلايا العصبية» (١).
فمثلاً شوهد عند قطع قسم معين من مخ الطير ـ كما أثبتت التجربة ـ أنّ هذا الحيوان لا يموت بل يفقد قسماً كبيراً من معلوماته ، فعندما يوضع الغذاء في فمه فإنّه يبلع الغذاء ويهضمه ولكن عندما توضع الحبوب أمامه فإنّه لا يتناولها ولا يهتم لها ويظل على هذا الحال حتى يموت جوعاً!.
وكذلك الحال عند عطب قسمٍ من خلايا المخ عقب اصابتة بضربة أو مرض معين ، والإنسان يفقد قسماً من ذاكرته بفعل هذه الأسباب.
فقد ذكرت احدى الصحف أنّ شاباً معلماً فقد ذاكرته إثر ضربة شديدة اصابت دماغه في حادثة اصطدام ، وأصبح لا يعرف أحداً من أقربائه حتى أنّه لم يعرف امّه واخته! وعندما
__________________
(١) البيسكولوجيا ، الدكتور أراني ، ص ٢٣.