في موارد هذه الآيات (في هذا الجزء من الكتاب ، فلانرى ضرورة لتكرار ذلك ، لكننا نشير إلى مسألة واحدة فقط وهي أنّ حتمية وقوع ذلك اليوم وتحقق الوعود الإلهيّة فيه ليست من المسلمات والبديهيات في القرآن الكريم فحسب ، بل هي كذلك عند جميع المؤمنين الراسخين في إيمانهم ، فإنّهم يعترفون ويجمعون على أنَّ المقولاتِ السابقة ليوم القيامة تخبرُ عن وقائعِ ذلك اليوم العصيب ، بينما يخبرُ هذا التعبير عن حتمية وقوعه بلا شكّ ، وفي الواقع فهذا التعبير تأكيد لجميع تلك التعبيرات ولهذا انتخبنا هذا الوصف ليكون آخر حلقة تُذكر من سلسلة التعبيرات الواردة في يوم القيامة.
وهذه المسألة من المسائل الجديرة بالذكر لأنَّ المؤمنين عندما يتحدثون عن ذلك اليوم العظيم فإنّهم يأتون بالدليل عليه ودليلهم ماجاء في ذيل الآية الاولى : (إِنَّ اللهَ لَايُخْلِفُ الْمِيعَادَ) ، وهذا دليلٌ على حتمية وقوع ذلك اليوم وعدم إمكان الشك فيه.
* * *
ثمرة البحث :
من خلال هذا البحث الواسع حول «أسماء القيامة في القرآن» اتضح لنا بأنّ «ليوم القيامة» في القرآن المجيد على الأقل «سبعون اسماً» ، وبديهيِّ إن ما نريده من الاسم هنا ليس هو الاسم العلم بل جميع التعبيرات التي وردت في مورد اسم القيامة في القرآن الكريم التي ابتدأت بكلمة «يوم» (اسم توصيفي).
لكنّنا قسّمنا هذه الأسماء إلى مجموعتين إحداهما الأسماء التي احتوت على كلمة واحدة فقط للتعبير عن ذلك اليوم العظيم ، مثل «يوم البعث ويوم القيامة ويوم الدين ويوم الحساب» البالغة أربعة وعشرين اسماً ، والاخرى الأسماء التي وصفت يوم القيامة من خلال جملة واحدة (وهي بقية التعبيرات).
وهذه الأسماء والصفات السبعون غنية جدّاً بالمواضيع فهي تنظر إلى يوم القيامة من نوافذ وزوايا مختلفة ، وقد كشفت عن جميع الوقائع التي تقع في ذلك اليوم العظيم من بدايته