إلى التشابه الكبير بين القوانين السائدة على الحياة النباتية وعلى الحياة الإنسانية ، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى لا يُعتبر معلماً للإنسان فحسب ، بل هو كالفلاح الذي يزرع البذور في الجوّ الملائم ويستمر في سقيها ومداراتها حتى تُخرجُ ثمرها وهو الاستعداد الذي يكمن فيها!
إننا نعلم بأنّ النباتات التي تستحق الحياة هي النباتات التي تنبت وتنمو كي تعطي ثمراً وظلاً وتساهم في تنقية الهواء ، فإن لم تكن كذلك فهي لا تنفع إلّافي استعمالها حطباً ، وهكذا الحال في الإنسان ، قال الشاعر الفارسي :
لتُحرق الأشجار غير المثمرة |
|
هذا جزاء لِلذي لا ينفع! |
وعلى أيّة حال فإنّ هذه الآية تدل بوضوح على تحقق المعاد الجسماني ، وذلك لأنّها تقول : سوف تعودون إلى التراب وتبعثون منه ، فأنتم في بداية الأمر كنتم تراباً وسوف تُبعثون مرّة اخرى من التراب.
* * *
وتحدثت الآية الثالثة عن آدم وحواء ونسلهم ، قال تعالى : (قَال فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوْتُوْنَ وَمِنْهَا تُخْرَجُوْنَ).
وجملة : (وَمِنْهَا تُخْرَجُوْنَ) دليل واضح على تحقق المعاد الجسماني من وجهة نظر القرآن المجيد ، ولا يمكن بأيّ وجه أن تدل على معاد الروح فقط أو على المعاد النصف جسماني (أي بالجسم البرزخي).
كما أنّ هذا التعبير يشير أيضاً إلى أنّ مسألة المعاد الجسماني كانت مطروحة على طاولة البحث منذ بداية خلق آدم عليهالسلام ولا يختصُّ طرح هذه المسألة بعصر ظهور الإسلام ونزول القرآن المجيد.
* * *
المجموعة الرابعة :
وهي الآيات التي تُشبِّه بعث الإنسان مرّة اخرى بحياة الأرضِ بعد موتها ، مثل :