«الآزفة» : من مادة «ازَف» على وزن «صَدَف» ، قال في مقاييس اللغة والمفردات ومصباح اللغة وكتب اخرى ، ازَف بمعنى اقترب ، ولكن البعض الآخر قال إنّها بمعنى الاقتراب المشوب بضيق الوقت.
هذه التسمية تشير إلى هذه الحقيقة وهي أنّ موعد وقوع القيامة اقرب ممّا يتصوره الناس ، كي لا يقول الغافلون لدينا متّسع من الوقت وأنّ يوم القيامة موعد مؤجل! فإنّه يوم قريب تصل القلوب فيه إلى الحناجر من شدّة الخوف وتبلغ الروح الحلقوم ، إنّ الهمّ المشوب بالخوف في ذلك اليوم يخنق الناس.
نعم يجب التأهب في كل لحظة لمثل هذا اليوم.
وقد أشار القرآن الكريم وبتعبير آخر إلى نفس هذا المعنى في الآية الاولى من سورة الأنبياء : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعِرضُونَ) ، وهو إشارة إلى أنّ حساب يوم القيامة قريب جدّاً.
ولابدّ من الالتفات إلى أنّ جملة (اقترب) فيها تأكيد للمعنى أكثر من (قرب) وهو إشارة إلى أنّ يوم الحساب قريب جدّاً.
فالقرآن الكريم ـ لقرب القيامة وحتمية وقوعها ـ أخبر عنها بصيغة الماضي في كثير من تعبيراته ، مثل قوله تعالى : (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقرّاً وَمُقَاماً). (الفرقان / ٦٥ ـ ٦٦)
* * *
وغيرها من الآيات الشريفة.
١٧ ـ يومٌ عسير
ورد هذا التعبير مرّتين في القرآن المجيد في الآية الاولى : (فَذَلِكَ يَؤْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ). (المدثر / ٩)
وفي الآية الثانية : (وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً). (الفرقان / ٢٦)
وورد هذا التعبير مرّة واحدة بلفظ «عَسِر» (على وزن خَشِن) قال تعالى : (يَقُولُ