أخذوه إلى الدار التي ولد وترعرع فيها لم يُبد أي انفعال وأنكر أن يكون قد رأى أو دخل هذه الدار سابقاً!
فهذه الامور ونظائرها تدل على أنّ هناك علاقة وثيقة بين «عمل خلايا المخ» وبين «الظواهر الروحيّة».
٢ ـ «عندما يفكّر الإنسان تحدث تغييرات مادّية على سطح الدماغ ، حيث يفرز فسفوراً أكثر ممّا يفرزه في حالة عدم التفكير ، ويحتاج بذلك إلى غذاء أكثر ، وعندما ينام الإنسان ولا يمارس الذهن عملية التفكير فإنّه يحتاج إلى غذاء أقل ، وهذا دليل واضح على أنّ آثار الفكر مادّية» (١).
٣ ـ أثبتت التجارب أنّ وزن المخ عند المفكرين غالباً ما يكون أكثر من الحدّ المتوسط لوزن المخ عند الآخرين (الحد المتوسط لوزن المخ عند الرجال ١٤٠٠ غرام تقريباً ، والحدّ المتوسط عند النساء أقل من ذلك) وهذا دليل آخر على كون الروح مادّية.
٤ ـ إذا كان التفكير والظواهر الروحية دليلاً على وجود روح مستقلة فهذا يعني أنّ الحيوانات لها روح مستقلة كذلك ، لأنّ الحيوانات لها إدراك محدود أيضاً!.
وخلاصة القول في رأي هؤلاء إنّنا لا نشعر بوجود روح مستقلة لدينا ، بالإضافة إلى أنّ علم النفس الحديث قد أكّد على صحة هذهِ النظرية أيضاً.
ومن خلال هذه الأدلة يخرجون بالنتيجة الآتية : إنّ تطور علم الفسلجة المستمر توصل إلى وجود علاقة وثيقة وجليّة بين الظواهر الروحيّة وخلايا المخ.
* * *
النقاط المبهمة في هذا الاستدلال :
إنّ الخطأ الفضيع الذي ابتليَ به الماديون كان نتيجة لاستنادهم على هذا النمط من الأدلة وخلطهم بين «آلة الفعل» وبين «فاعل الفعل».
__________________
(١) بشر از نظر مادّي ، الدكتور أراني ، ص ٢.