يكون نحو الله أي نحو الكمال المطلق والكمال اللامتناهي.
وهنا أيضاً
قدّر البعض كلمة «حكم» أو «جزاء» وقالوا : المراد هو سوق الجميع نحو حكم الله
وجزائه ، ولكن وكما أشرنا في تفسير الآية السابقة فإننا لا نرى أية ضرورة لمثل هذه
التقديرات ، فالتحرك يكون نحو الله تعالى.
وفي بعض آيات
القرآن أشير أيضاً إلى أنّ الذات المقدسة الإلهيّة هي منتهى السير التكاملي والهدف
النهائي ، قال تعالى : (وَأنَّ الى رَبِّكَ
الْمُنتَهى). (النجم / ٤٢)
وهذا دليل آخر
على الحقيقة المذكورة.
* * *
توضيح
نهاية المطاف :
ينصب التأكيد
في الآيات المذكورة على (رجوع جميع البشر إلى الله) ... ذلك الأمر الذي يمكن
إثباته بواسطة العقل أيضاً ، لأنّ المجتمع البشري يشبه القافلة التي بدأت مسيرها
من نقطة العدم المظلمة واتّجهت نحو النور المطلق ، وهذا المسير يتمّ تحت ظل
الربوبية وبإذنها (يجب الالتفات إلى أنّ هذه البحوث تأتي بعد قبول مبدأ التوحيد
والصفات الإلهيّة).
وكلمة «الرب» الواردة في هذه الآيات تدلّ على أنّ هذه الحركة تكون تحت ظل
ربوبية الله تعالى وبصورة دقيقة.
ومن ناحية اخرى
لو كان الموت نقطة النهاية للحركة فانّها ستكون حركة غير هادفة ولا مقر لها ،
وبتعبير آخر تعتبر حركة عشوائية ، بينما يكون السير الإلهي ذا هدف مناسب يسير نحوه
يقيناً.
فلو تأمّلنا
جيداً لوجدنا أنّ كل حركة تكاملية تسير بغية الوصول إلى مرحلة أعلى ونحو نقطة
وجودية أرقى هي الذات الإلهيّة المقدّسة ، بناءً على هذا فإنّ جميع هذه التحركات
تستهدف الوصول إليه ، ومادام الهدف النهائي لم يتحقق بعد فسوف لن يهدأ الإنسان ولا
يقر