بعبارة الفتوى او بعبارة غيرها ، كما عمل بفتوى عليّ بن بابويه ، قدسسره ، لتنزيل فتواه منزلة روايته ، بل على حجّيّة مطلق الظنّ بالحكم الصادر عن الامام عليهالسلام ، وسيجيء توضيح الحال إن شاء الله.
وأمّا الآيات ، فالعمدة فيها من حيث وضوح الدلالة هي آية النبأ.
______________________________________________________
كاشفا ، ثمّ انّ كشف الفتوى عن صدور الحكم منهم عليهمالسلام أمّا يكون (بعبارة الفتوى) كأن يقول : ما أفتي به : كذا وكذا(أو بعبارة غيرها) أي : غير الفتوى ، بأن يقول : الحكم عندي كذا ، أو الموضوع الفلاني كذا ، أو ما اشبه ذلك (كما عمل بفتوى عليّ بن بابويه قدسسره ، لتنزيل فتواه منزلة روايته) لانّه : ـ كما ذكروا ـ ما كان يفتي الّا بعين الرواية ، أو بالنقل بالمعنى ، وهكذا بالنسبة إلى شيخ الطائفة قدسسره ، في كتاب النهاية ، بل وجملة من القدماء ، كما ثبت في علم الرجال.
(بل) لو ثبت انّ مناط حجّيّة الخبر هو : كشفه عن الحكم الصادر عن المعصوم عليهالسلام ، ليشمل الاجماع ، دلّ (على حجّية مطلق الظنّ ، بالحكم الصّادر عن الامام عليهالسلام) لأنّ المناط على ذلك : هو الكشف الظنّي ، وكلّ ظنّ كاشف على هذا ، بينما لا يقول بهذا احد في باب الانفتاح ، الّذي هو مفروض كلامنا.
نعم ، في باب الانسداد نقول بحجّيّة الاجماع المنقول ، وغير المنقول ، من باب مطلق الظنّ ، لكنّه ليس محل كلام من يقول بحجيّة الاجماع من باب مناط الخبر(وسيجيء توضيح الحال إن شاء الله) في خبر الواحد.
(وأمّا الآيات ، فالعمدة فيها من حيث وضوح الدّلالة) وقلّة الاشكالات عليها(هي آية النبأ) وهي قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ، أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ، فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(١).
__________________
(١) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.