ويدخل الاجماع ما يدخل الخبر من الأقسام ويلحقه ما يلحقه من الأحكام.
والذي يقوى في النظر هو عدم الملازمة بين حجّيّة الخبر وحجّيّة الاجماع المنقول ، وتوضيح ذلك يحصل بتقديم أمرين :
______________________________________________________
الكشف ، أو اللّطف ، أو ما أشبه ، كان في الحجيّة أقوى من الخبر ، لأنّ اجماع العلماء ، يعطيه قوة ليس للخبر الواحد ، هذه القوة.
(ويدخل الاجماع ما يدخل الخبر من الاقسام) بناء على انّه من اقسام الخبر ـ فكما يكون الخبر صحيحا ، أو موثّقا ، أو ضعيفا ، أو ممدوحا ، كذلك يكون حال الاجماع ، فهو : امّا صحيح : ان كان ناقله اماميّا عادلا ، كشيخ الطائفة ، وامّا موثّق : ان كان ناقله ممدوحا لكنّه غير امامي ، وإمّا ضعيف : ان كان ناقله فاسقا. إلى غير ذلك من الاقسام الّتي ذكروها في الخبر ، فانّه اذا كان من صغريات الخبر(و) من افراده ، صحّ ان (يلحقه) أي : الاجماع المنقول (ما يلحقه) أي ما يلحق الخبر ، (من الأحكام) الّتي ذكروها في باب التعادل والتراجيح ، فيما اذا كان الاجماعان متعارضين ، حيث يأتي في التعارض التعادل احيانا ، والترجيح احيانا اخرى.
هذا هو حاصل ما يراه القائلون بحجّية الاجماع المنقول.
(و) لكن (الّذي يقوى في النّظر : هو عدم الملازمة بين حجّية الخبر ، وحجّية الاجماع المنقول) فاذا قلنا : بحجيّة الخبر ، لا يستلزم ذلك ان نقول : بحجّيّة الاجماع المنقول ، لانّ الاجماع المنقول ليس من صغريات الخبر(وتوضيح ذلك يحصل بتقديم أمرين) : الأمر الأوّل : انّ ادلّة حجّية الخبر الواحد ، تدلّ على حجيّة الاخبار عن حسّ ، سواء كان حسّا مبصرا ، أو حسا مسموعا ، او حسّا مشموما ، او حسّا ملموسا ، أو حسّا مذوقا ، أو عن حدس بديهي ينتهي إلى الحسّ أيضا ، كالإخبار بشجاعة عليّ عليهالسلام ، حيث انّها من التواتر الاجمالي ـ مثلا ـ بينما الاجماع