فيعمل على أصالة الحقيقة».
وهذا تفصيل حسن متين ، لكنّه تفصيل في العمل بأصالة الحقيقة عند الشكّ في الصارف ، لا في حجّيّة الظهور اللفظيّ ، ومرجعه إلى تعيين الظهور العرفيّ وتمييزه عن موارد الاجمال ،
______________________________________________________
اراد زيدا العالم ، في استثنائه ، يلزم عدم اكرام زيد العالم ، وامّا ان اراد زيدا الجاهل ، فكل العلماء يكرمون حتى زيدا العالم ، وسيأتي الكلام في ذلك ، (فيعمل) فيه (على اصالة الحقيقة) (١) لانه ليس هناك ما يهدم هذا الاصل العقلائي ، بخلاف الصورتين الأوليين ، حيث هناك ما يهدمه ، (وهذا تفصيل حسن متين ، لكنه) خارج عن مبحث اصالة الظهور التي نحن بصددها ، حيث انّ كلامنا في ان الظاهر حجّة مطلقا ، أو في الجملة ، لا في انه : هل يعلم باصالة الحقيقة ام لا؟ ، وهذا التفصيل (تفصيل في العمل باصالة الحقيقة ، عند الشك في الصّارف) وهو يجري عند الشكّ في وجود القرينة ، أو في قرينيّة الموجود المنفصل ، ولا يجري عند الشكّ في قرينيّة الموجود المتصل ـ على ما عرفت ـ أي (لا في حجيّة الظهور اللّفظي) الذي نحن بصدده.
(ومرجعه) أي : مرجع هذا التفصيل الذي ذكره صاحب الحاشية ، انّما هو (الى تعيين الظهور العرفي ، وتمييزه عن موارد الاجمال) وليس تفصيلا فيما نحن فيه.
والحاصل : ان الكلام في الكبرى ، وهذا المفصل فصل الصغرى ، اذ الكلام في ان الظهور حجّة مطلقا أو ليس بحجّة مطلقا او التفصيل ، بينما هذا المفصل فصل
__________________
(١) ـ بحر الفوائد : ج ١ ص ١١٠.