المعلومة عند المخاطب الصارفة لظاهر الكلام ليست ممّا يحصل الظنّ بانتفائها بعد البحث والفحص ، ولو فرض حصول الظنّ من الخارج بارادة الظاهر من الكلام لم يكن ذلك ظنّا مستندا إلى الكلام ، كما نبّهنا عليه في أوّل البحث.
______________________________________________________
ارادة هذا المولى : الفاسق ، وقد لا يكون المولى كذلك ، بأن يرى العالم العادل والفاسق سواء.
وممّا ذكرنا : تبيّن انّ قول المصنّف قدسسره «وما اعتمد» عطف بيان لقوله : «القرائن الحالية» لانّ القرائن الحاليّة لا تخلو عن هذه الامور الاربعة : العقليّة ، أو النقليّة ، الكلّيّة ، أو الجزئية(المعلومة عند المخاطب ، الصارفة لظاهر الكلام) عمّا يظهر فيه ، إلى موضع القرينة فانّها(ليست ممّا يحصل الظّن بانتفائها بعد البحث والفحص) ولو فرض حصول الظنّ ، لم يكن مثل هذا الظنّ حجّة عند العقلاء.
والحاصل : انّه لا وجه لحصول الظنّ بارادة الظاهر لمن لم يقصد افهامه (ولو فرض حصول الظّن من الخارج) لأمر خارج عن الكلام ، اورث ظن الشخص الثالث الّذي لم يكن مخاطبا فظنّ بسبب تلك القرينة الخارجية(بارادة الظاهر من الكلام ، لم يكن ذلك ظنّا مستندا إلى الكلام) حتّى يكون من الظنون النوعيّة العقلائية ، بل هو ظنّ مستند إلى دليل خارجي ، ومثل هذا الظنّ خارج عن المبحث (كما نبّهنا عليه في اوّل البحث) حيث قلنا : بانّ الظهور اللفظي ليس حجّة إلّا من باب الظنّ النوعي ، وهو كون اللفظ بنفسه ، أي لا بالدليل الخارجي مفيدا للظنّ ، وعليه : فالظنّ الخارجي الّذي ليس نوعيا لا يكون حجّة بين المولى والعبد حتّى يحتج العبد به على المولى ، أو يحتج المولى به على العبد.