لعدم العلم الاجماليّ باختلال الظواهر بذلك ، مع أنّه لو علم لكان من قبيل الشبهة ، الغير المحصورة. مع أنّه لو كان من قبيل الشبهة المحصورة ،
______________________________________________________
وكذلك اذا قال المولى ، كلمات وعلمنا بالحذف في الجملة ، فانّ ظواهر تلك الكلمات لا يمكن العمل بها ، للعلم الاجمالي بخروج بعض الظواهر ، عمّا كان ظاهرا فيه قبل التحريف.
وانّما قلنا : لا يمنع لوجوه ثلاثة ، ذكرها المصنّف : ـ
اولا : (لعدم العلم الاجمالي باختلال الظواهر بذلك) أي : بسبب التحريف ، وذلك لاحتمال ان يكون الساقط آيات مستقلّة ، او كلمات مستقلّة ، غير مخلّة بظواهر سائر الآيات ، الّتي هي محل الابتلاء.
مثلا : نحتمل ان يكون الساقط في سورة يوسف شيئا مربوطا بالقصة الغابرة ، ممّا لا مدخليّة لها في اصول الدين ، أو فروعه ، وهكذا ، فالظواهر تبقى على حجّيتها.
ثانيا : (مع انّه لو علم) أي : علمنا اجمالا باختلال بعض الظواهر بالتحريف (لكان من قبيل الشبهة غير المحصورة) وقد تقرر في الاصول : انّ الشبهة غير المحصورة ، لا توجب للانسان تكليفا.
كما اذا كان هناك الف إناء فتنجس إناء واحد من تلك الأواني ، فانّ العلم الاجمالي بنجاسة هذا الألف ، لا يوجب الاجتناب عن هذه الأواني في الجملة ، ومعنى في الجملة : انّه لا يجوز ارتكاب الكلّ ، كما قرر في محله.
ثالثا : (مع انّه لو كان من قبيل الشبهة المحصورة) كنجاسة إناء في عشرة أواني ، حيث يلزم الاجتناب عن جميعها ، كما قرر في باب العلم الاجمالي