.................................................................................................
______________________________________________________
من التفسير والتأويل ، كما ذكر ذلك عليّ عليهالسلام بنفسه في رواية رويت عنه.
ومن المعلوم : انّهم ما كانوا يريدون التفسير والتأويل ، لأنّه كان يتنافى ومقاصدهم السياسية ، ثمّ انّه حتّى اذا لم يكن فيه التفسير والتأويل ، لم يكونوا يريدونه لانّه يكون امتيازا له عليهالسلام ، حيث يقال : انّ القرآن استنسخ منه.
وأمّا مسألة جمع عمر ، وجمع عثمان ـ على فرض الصحة ـ ، فالمراد بالجمع : انّ المصاحف المتشتتة ، الّتي كتب كلّ من الصحابة لنفسه بعض جزء منه ، اتلفت حتّى لا يكون هناك مصحف كامل ، ومصاحف ناقصة ، اذ من الطبيعي انّ مدرس الفقه أو الاصول ـ مثلا ـ الّذي يجمع كلامه تلاميذه ، يختلفون فيما يكتبونه عنه ، حيث انّ بعضهم يكون غائبا لمرض ، أو سفر ، أو ما اشبه ، فلا يكتب هذا الغائب الكلّ ، مع انّ الاستاذ بنفسه ، أو بعض التلاميذ الدائمي الحضور ، يكتبون الكلّ.
وعمر وكذلك عثمان انّما أبادا مثل هذه المصاحف المختلفة والمتشتتة ، لا القرآن الكامل الّذي كان في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هذا ، وقد لاحظت أنا مصاحف كتبت قبل الف سنة ، وكانت في خزانة الإمام الحسين عليهالسلام ، فلم تكن إلّا مثل هذا القرآن ، بدون أي تغيير اطلاقا.
وأما مسألة القراءات فهي شيء حادث ، كانت حسب الاجتهادات لجماعة خاصّة ، لكن لم يعبأ بها المسلمون لا في زمان القرّاء ولا بعد زمانهم ، ولم يعتنوا بها اعتناء يوجب تغيير القرآن ، وقد تقدّم تاريخ أزمنة هؤلاء القرّاء.
كما انّ هناك عدّة مصاحف موجودة من خط الائمة عليهمالسلام في كلّ من : ايران ، والعراق ، وتركيا ، وغيرها ، وكلّها كهذا القرآن بلا تغيير اصلا.