ثم إنّك قد عرفت ممّا ذكرنا أنّ خلاف الأخباريّين في ظواهر الكتاب ليس في الوجه الذي ذكرنا ، من اعتبار الظواهر اللفظيّة في الكلمات الصادرة لافادة المطالب واستفادتها ، وإنّما يكون خلافهم في أنّ خطابات الكتاب لم يقصد بها استفادة المراد من أنفسها ، بل بضميمة
______________________________________________________
نعم ، لا اشكال في انّ القرآن الحكيم ، حيث كان اعجازا يكون شموله لهذه الخصوصيات أكثر ، لانّ الاعجاز فوق مستوى كلام العقلاء.
(ثمّ انّك قد عرفت ممّا ذكرنا :) انّ النزاع بيننا وبين الاخباريين صغروي لا كبروي ، اذ القياس هكذا صورته : صغرى هذا الكلام صادر للتفهيم والتفاهم.
كبرى : كلّ كلام صادر لذلك فهو حجّة.
فالاخباريون ينكرون الصغرى ، ويقولون : انّ القرآن لم يصدر للتفهيم والتفاهم بنفسه ، ومجرّدا عن كلماتهم «عليهم الصلاة والسلام».
وذلك أمّا لعدم ظهور للقرآن اطلاقا لاختلاطه بالمتشابه ، وصيرورة الجميع متشابها.
وأمّا لانّ له ظهور ، لكن الشارع يريد تفهّم ذلك الظاهر بسبب تفسير الائمّة عليهمالسلام ، لا انّه بحيث يعمل به كلّ احد ، من دون مراجعتهم عليهمالسلام.
وأمّا الكبرى ، فمتّفق عليها بيننا وبين الاخباريين ، وأشار اليه بقوله :
(انّ خلاف الاخباريين في ظواهر الكتاب ، ليس في الوجه الّذي ذكرنا) كبرويّا(من اعتبار الظواهر اللفظيّة في الكلمات الصادرة لإفادة المطالب ، واستفادتها) فانّهم يسلّمون بهذه الكبرى (وانّما يكون خلافهم في) الصغرى ، بأمرين :
اولا(انّ خطابات الكتاب لم يقصد بها استفادة المراد من أنفسها ، بل بضميمة