واحتجّوا بالمنسوخ وهو يظنّون أنّه الناسخ واحتجّوا بالخاصّ وهم يظنّون أنّه العامّ ، واحتجّوا بأوّل الآية وتركوا السنّة في تأويلها
______________________________________________________
لأرشدوه إلى انّ تفسيره هذا او ضربه للقرآن بعضه ببعض انّما هو من القسم الممنوع لا من القسم الصحيح.
(«واحتجّوا بالمنسوخ وهم يظنّون انّه الناسخ») مثلا يظنّون في آية الحول وآية اربعة اشهر وعشرا ، انّ الثانية منسوخة بالاولى لا انّ الاولى منسوخة بالثانية(«واحتجّوا بالخاصّ») بزعم انّ ملاكه آت في فرد آخر ايضا(«وهم يظنّون انّه العام») لانّ الملاك كان في نظرهم عام ، فتعدّوا من الخاصّ إلى سائر الافراد ، فآية الارث ـ مثلا ـ خاصة بغير القاتل ، والكافر ، وما اشبه ، فمن زعم انّها عامّة ، فانّه يسريها إلى القاتل ، ونحوه ، وآية ارث الازواج ـ مثلا ـ خاصّة بغير الارض للزوجة ، لكن من زعم انّها عامّة فانّه يقول بشمولها للزوجة ايضا.
(«واحتجّوا بأوّل الآية ، وتركوا السنّة في تأويلها») والتأويل من الأوّل ، بمعنى : آخر الشيء مثل قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(١).
أي انّ الرّد إلى الله والرسول ، مآله احسن من مآل ترونه انتم في رفع النزاع ، ودفع الخصومات ، وحلّ المشاكل ، لانّ الله والرسول يريان العواقب ، وانتم لا ترونها ، فتحكمون بما يكون عاقبته سيّئة ، وان كان في الحال لا يظهر لكم تلك العاقبة السيّئة.
مثلا : قال سبحانه : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ)
__________________
(١) ـ سورة النساء : الآية ٥٩.