ما تقدّم في ردّ الامام عليهالسلام ، على أبي حنيفة حيث انّه يعمل بكتاب الله ، ومن المعلوم أنّه إنّما كان يعمل بظواهره ، لا أنّه كان يؤوّله بالرأي ، إذ لا عبرة بالرأي عندهم مع الكتاب والسنّة.
ويرشد إلى هذا قول أبي عبد الله عليهالسلام ، في ذمّ المخالفين : «أنهم
______________________________________________________
التفسير : هم المخالفون (ما تقدّم في ردّ الامام) الصادق (عليهالسلام على ابي حنيفة ، حيث انّه) اجاب : بانّه (يعلم بكتاب الله ، ومن المعلوم انّه) أي أبا حنيفة(انّما كان يعمل بظواهره) أي ظواهر القرآن من دون مراجعة اخبارهم عليهمالسلام (لا انّه) أي أبا حنيفة(كان يؤوّله) أي الكتاب (بالرأي) وانّما كان لا يعمل بالرأي (اذ لا عبرة بالرأي عندهم) أي عند المخالفين (مع) وجود(الكتاب والسنّة).
فان مع وجود الكتاب ، يكون النهي موجّها إلى من يعمل بظواهر القرآن بدون مراجعة الروايات ، ولهذا وقع المخالفون في تحريم ما أحلّ الله ، وتحليل ما حرّم الله ، فمنهم من يقول : بصحة بيع الكالي بالكالي لاطلاق : (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ ...)(١).
او يقول : بصحة نكاح الشغار ، لاطلاق : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ...)(٢).
او يقول : باباحة الاستمناء ، لأنّه لا يوجد نهي عنه في القرآن.
او يقول : بإباحة اكل لحم الكلب ، او نكاح الغلام لعدم تعرّض القرآن لهما ، كما في شعر الزمخشري ، واشار اليه ابن الحجاج في قصيدته المعروفة ، وإلى غير ذلك.
(ويرشد إلى هذا) الّذي ذكرناه : من انّ المخالفين يعملون بالظواهر من دون مراجعة كلامهم عليهمالسلام (قول ابي عبد الله) الصادق (عليهالسلام في ذمّ المخالفين : «أنّهم
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٧٥.
(٢) ـ سورة النور : الآية ٣٢.