ويرشدك إلى هذا
______________________________________________________
أوّلا : انّ عليّا عليهالسلام من أجلى مصاديق الآية ، وان كانت الآية شاملة لكلّ من كان كذلك ، ولهذا ورد في خبر آخر : انّ المراد بالآية هو : من ينفق على فرسه ، الّذي يجاهد عليه في سبيل الله.
ثانيا : انّ عليا عليهالسلام معنى ، والكلّي معنى آخر ، والمعنى الاوّل مرادف للمعنى الثاني ومراد ايضا ، كما ورد ـ مثلا ـ في قوله تعالى : (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ...)(١).
انّه يراد به دولة القائم عليهالسلام ، فالظاهر : انّ الرواية في صدد بيان مصداق آخر للآية ، وانّه هناك مصداقان : ـ مصداق في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومصداق في زمن الامام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
وارادة المصداقين تكون أما بارادة الله : لهما من لفظ واحد ، وامّا بإرادة الله : الملاك ، وهو آت في دولة الامام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
ثالثا : انّ عليّا عليهالسلام في الآية بطنا من البطون ، فقد ورد عنهم عليهمالسلام :
«يا جابر إنّ للقرآن بطنا وللبطن بطن ، وله ظهر وللظهر ظهر ...» (٢).
أقول : كما ثبت انّ لكلّ جسم ومادة ظهر وبطن ، ولظهرها ظهر ، ولبطنها بطن ، ـ فالتفّاح مثلا له ظاهر ، ولظاهره ظاهر هو : قشره ، ولباطنه باطن هو : نواته ـ كذلك القرآن له ظاهر وباطن ، ولكلّ منهما ظاهر وباطن ، وتفصيل الكلام فيه ، ذلك في موضعه ، والله العالم.
(ويرشدك إلى هذا) الّذي ذكرناه : من انّ المراد بتلك الأخبار الناهية من
__________________
(١) ـ سورة الروم : الآيات ١ ـ ٣.
(٢) ـ تأويل الآيات : ص ٢٣ ، المحاسن : ص ٣٠٠ مع تفاوت ، بحار الانوار : ج ٩٢ ص ٩١ ب ٨ ح ٣٧.