كما أنّ المعلوم ضرورة من مذهبهم العكس.
______________________________________________________
الامامي ، مقدّم على العام والمطلق القرآني.
(كما انّ المعلوم ضرورة من مذهبهم) أيّ المخالفين (العكس) فانّهم يقدّمون العامّ والمطلق القرآني ، على الخاص والمقيّد الامامي.
فاذا قال سبحانه : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)(١).
أو قال تعالى : (قُلْ : لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(٢).
قالوا : المراد : مودّة كلّ انسان قريبه ، وصلته له ، بينما الوارد في الروايات : انّ المراد : اعطاء اقرباء الرسول واهل بيته حقّهم ووجوب مودة المؤمنين لهم ، اجرا لرسالته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى غير ذلك.
إن قلت : كيف نقدّم الخاصّ والمقيّد الامامي ، على العام والمطلق القرآني ، ونحن نرى : انّه ورد في كثير من الروايات ، تفسير جملة من الآيات المطلقة بهم عليهمالسلام ، او انّها في اعدائهم او ما اشبه ذلك ، بينما الظاهر منها خلاف ما ورد؟.
قلت : الظاهر انّ المراد بتلك الروايات احد احتمالات ثلاثة : ـ
الأوّل : بيان «المصاديق» لا الانحصار الكلّي فيه.
الثاني : بيان المعنى المرادف للمعنى الظاهر ، لا اختصاص الآية بذلك المعنى.
الثالث : بيان البطون من معاني الآيات.
فاذا ورد ـ مثلا ـ في الخبر : انّ قوله سبحانه : ـ
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، سِرًّا وَعَلانِيَةً)(٣).
يراد به عليّ عليهالسلام ، فالمراد من ذلك احد احتمالات ثلاثة :
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٢٦.
(٢) ـ سورة الشورى : الآية ٢٣.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ٢٧٤.