المرويّ عن مولانا الصادق عليهالسلام ، قال في حديث طويل : «إنّما هلك الناس في المتشابه ، لأنّهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له تأويلا من عند أنفسهم بآرائهم ، واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء عليهمالسلام ، فيعرّفونهم».
______________________________________________________
خلاف الظاهر ، او على احد المعنيين المحتملين بدون قرينة ، الحديث (المروي عن مولانا الصادق عليهالسلام ، قال في حديث طويل) نذكر محل الشاهد منه : ـ
(«إنّما هلك النّاس في المتشابه») من الآيات («لأنّهم لم يقفوا») ولم يطلعوا(«على معناه») الّذي اراده الله تعالى («ولم يعرفوا حقيقته») والمقصود منه («فوضعوا له تأويلا») ومعنى يئول المتشابه اليه («من عند أنفسهم ب») سبب («آرائهم») الفجّة ، بأن كان ـ مثلا ـ رأيهم «الجبر» فقالوا في قوله سبحانه : (يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ...)(١).
إنّ المراد منه : انّ الله سبحانه يجبر عباده على الضلال («واستغنوا») أي طلبوا الغنى وعدم الاحتياج العلمي («بذلك عن مسألة») وسؤال («الاوصياء») من اهل بيت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم «فيعرّفونهم») (٢) بأن كان نتيجة الاستغناء برأيهم حرمانهم عن تفسير الاوصياء وتعرفة المعنى الواقع للقرآن لهم.
أقول : هنا سؤالان :
الأوّل : لما ذا لم يستوعب القرآن الحكيم كلّ قصّة ، وحكم ، وما اشبه ، كاملا حتّى يعرفها كلّ الناس ، ولا يحتاجون فيها إلى تفسير النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والاوصياء عليهمالسلام؟.
__________________
(١) ـ سورة النحل : الآية ٩٣.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ب ١٣ ص ٢٠١ ح ٣٣٥٩٣.