وحينئذ : فالمراد بالتفسير بالرأي : إمّا حمل اللفظ على خلاف ظاهره او أحد احتماليه ، لرجحان ذلك في نظره القاصر وعقله الفاتر.
ويرشد إليه
______________________________________________________
حسب اصطلاحهم ، امّا اذا لم يكن لهم عرف ، حمل على المعنى اللغوي.
وقوله تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً ...)(١) يحمل الخير فيه على المال ، اذ لا اصطلاح خاص للشارع في لفظ «الخير».
(وحينئذ : فالمراد بالتفسير بالرّأي) المنهي عنه في الاخبار المتقدّمة(: امّا حمل اللفظ على خلاف ظاهره) مثل حمل قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...)(٢).
على خلاف ظاهر «عنكم» بحمله على النساء ، بينما لو كان المراد ذلك ، كان اللازم انّ تقول الآية حينئذ «عنكنّ» بقرينة ما قبله : ـ
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ...)(٣) ، وغيرها.
(أو) حمل اللفظ على (احد احتماليه) اذا كان مجملا ، وله احتمالات مثل حمل : «القرء» في قوله سبحانه : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(٤) على احد معنييه ، وهما «الطهر والحيض» بدون قرينة واردة عنهم عليهمالسلام ، (لرجحان ذلك) الأوّل الّذي هو خلاف الظاهر ورجحان الثاني في احد المعنيين المحتملين (في نظره) أي نظر المفسّر(القاصر ، و) في (عقله الفاتر) الّذي لا حرارة ولا قوّة حتّى يتمكن من التحرك والتوصل إلى الواقع المراد من الآية.
(ويرشد اليه) أي إلى ما ذكرناه : من انّ التفسير بالرأي ، يراد به : الحمل على
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٠.
(٢) ـ سورة الاحزاب : الآية ٣٣.
(٣) ـ سورة الاحزاب : الآية ٣٣.
(٤) ـ سورة البقرة : الآية ٢٢٨.