إذ من المعلوم أنّ هذا لا يسمّى تفسيرا ، فانّ أحدا من العقلاء إذا رأى في كتاب مولاه أنّه أمره بشيء بلسانه المتعارف في مخاطبته له ، عربيّا او فارسيّا او غيرهما ، فعمل به وامتثله ، لم يعدّ هذا تفسيرا ، إذ التفسير كشف القناع.
ثم لو سلّم كون مطلق حمل اللّفظ على معناه تفسيرا ،
______________________________________________________
وانّما يقال : اول وثان وثالث لما يكون بينهما سنخيّة ومشاكلة ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
وامّا التفسير بمراجعة كلامهم عليهمالسلام فمعناه : ان يأخذ بظاهر القرآن الّذي انزل لفهم الناس ، مع الخصوصيّات الّتي ذكروها عليهمالسلام في بيان المراد(اذ من المعلوم انّ هذا) الاخذ بالظاهر بعد مراجعة كلامهم عليهمالسلام (لا يسمّى تفسيرا).
وعلى فرض تسميته : تفسيرا ، لا يسمّى تفسيرا بالرأي (فانّ احدا من العقلاء ، اذا رأى في كتاب مولاه : انّه امره بشيء بلسانه المتعارف في مخاطبته له) أي مخاطبة المولى لهذا العبد العاقل باللسان المتعارف بينهما(عربيا) كان (أو فارسيا او غيرهما) كالتركي والهندي (فعمل) العبد العاقل (به) أي بما كان ظاهر كلام المولى (وامتثله) بظاهره بعد الفحص ، وعدم ظهور قرينة على الخلاف (لم يعد هذا تفسيرا).
فلا يقال : انّ العبد فسر كلام المولى (اذ التفسير : كشف القناع) وليس في الأخذ بالمعنى الظاهر كشف للقناع ، وانّما المجملات والمبهمات والاشارات والرموز هي الّتي بحاجة إلى التفسير وكشف القناع ، ولو فرض انّه سمّي تفسيرا ، لم يكن من التفسير بالرأي ، بل انّما هو تفسير بالعرف ، وإلى هذا اشار بقوله :
(ثم لو سلّم كون مطلق حمل اللفظ على معناه : تفسيرا) لا ترجمة ، وانّ