ولا يتصوّر الاجمال في موضوع الحكم العقليّ ، لأن التردّد في الموضوع يستلزم التردّد في الحكم ،
______________________________________________________
(ولا يتصوّر الاجمال) والشكّ (في موضوع الحكم العقلي) سواء في الاجتماعيات : كحسن الاحسان ، وقبح الظلم.
أو في الهندسيات : مثل ان مساحة المربع ـ كامل التربيع او المستطيل منه ـ تحصل : بضرب أحد اضلاعه في مجاوره.
أو الحسابيات : مثل ان نتيجة ضرب الزوج في مثله زوج ، ونتيجة ضرب الفرد في مثله فرد ، ونتيجة ضرب الزوج في الفرد زوج ، إلى غير ذلك ، كالكلّيات العقلية ، فلا يشكّ العقل في انه : هل كلّ انسان حيوان ام لا؟ او : هل كلّ جسم ذو أبعاد ثلاثة أم لا؟ إلى غير ذلك.
وكما ان العقل لا يشكّ في موضوعه ولا حكمه ، كذلك الشرع الّذي هو سيّد العقلاء ، وانّما الجهل في الموضوع او الحكم ، يأتي في مقامين : ـ
الأوّل : في الاستقرائيات ، مثل : هل كلّ من يعيش في خط الاستواء اسود أم لا؟.
الثاني : في الاحكام والموضوعات المجملة ، الصادرة من الغير ، مثل : انه هل قوله تعالى : ـ
(أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ)(١) يشمل المعاطاة ام لا؟ إلى غير ذلك.
وعلى أيّ حال : فلا تردد في موضوع الحكم العقلي (لان التردد في الموضوع ، يستلزم التردد في الحكم) اذ الحكم لا يتصور الّا بعد تصور الموضوع ، لعدم
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٧٥.