لا يقال : على هذا لا يناسب تعدية كلمة يؤمن في الجملة الأولى بالباء ، فان المصدق به فيها انما كان قوله عزّ شأنه.
فإنه يقال : لما كان لفظ الله عاما لذات الواجب المستجمع لجميع الصفات والكمالات فالتصديق بوجوده ملازم للتصديق بقوله ، فلهذه النكتة جعل المصدق به نفسه تعالى ، وفي ذلك إشارة إلى استلزام الإيمان بذاته الإيمان بقوله ، ولو كانت التعدية باللام لم يستفد منها إلّا الإيمان بالقول فقط. وعلى أي تقدير لا تكون الآية دالة على حجية الخبر.
الاستدلال على حجية خبر الواحد بالروايات :
الوجه الثاني : مما استدل به على حجية خبر الواحد الروايات. وقد رتبها الشيخ قدسسره (١) على طوائف أربع.
الأولى : الاخبار الواردة في علاج الاخبار المتعارضة ، وربما تبلغ إلى أربعة عشر خبرا. ومن الواضح ان هذه الاخبار لم ترد في الخبرين المقطوع صدورهما ، لبعد وقوع المعارضة بين مقطوعي الصدور أولا ، ولأن قول الراوي «يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان» (٢) ظاهر في السؤال عن مشكوكي الصدور ثانيا ، مضافا إلى ان المرجحات المذكور فيها لا تناسب تعارض مقطوعي الصدور ، فيظهر من هذه الروايات ان وجوب العمل بالخبر في نفسه كان مفروغا عنه عند الأئمة عليهمالسلام وأصحابهم ، وانما توقفوا عن العمل من جهة المعارضة ، ولذا أرجعهم إلى المرجحات أو التخيير.
الطائفة الثانية : الاخبار الآمرة بالرجوع إلى اشخاص من الرّواة ، كقوله عليهالسلام
__________________
(١) فرائد الأصول : ١ ـ ١٨٥ ـ ١٩١ (ط. جامعة المدرسين).
(٢) عوالي اللئالي : ٤ ـ ١٣٣ ، ح ٣٢٩.