٧. الحافظ النسفي (المتوفّى ٧٠١ ه) :
مؤلّف : «منار الأنوار في أصول الفقه».
وقد عمدوا إلى الفروع يؤلّفونها إلى مجاميع يوجد بينها التشابه ، ثمّ يستنبطون منها الضوابط والقواعد.
وعلى ضوء ذلك ، فأصول الفقه عندهم أشبه بالقواعد الفقهيّة ، حيث إنّ الفقيه يضمّ مسألة إلى مسألة ثم يوحّد بينهما وبين الآخرين ، وينتزع من الجميع قاعدة فقهيّة تعمّ الجميع.
مثلا إنّ الفقيه إذا وقف على أنّ صحيح الإجارة وفاسدها يوجب الضمان ، كما أنّ البيع أيضا يوجب فاسده وصحيحه الضمان ، إلى غير ذلك من المسائل الّتي فيها مبادلة بين المالين أو بين المال والمنفعة ، فينتزع من الجميع قاعدة كلّية ويقول : كلّ ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده.
فالقواعد الفقهيّة أشبه بطريقة الفقهاء ، وعندئذ فكلّ قاعدة لا تنسجم مع ما وقف عليه الفقيه في ثنايا استنباطه تكون مردودة ، وإن كان البرهان يوافقه.
طريقة الإماميّة في تدوين الأصول :
وأمّا طريقة الإماميّة فالموجود ما بين أيدينا من القرن الرابع أشبه بطريقة المتكلّمين ، مستمدّين من بعض الأحاديث عن الأصول والقواعد الواردة في أحاديث الأئمة الطاهرين عليهمالسلام ، فإنّهم طرحوا أصولا وقواعد لها دور في استنباط الحكم الشرعي ، وربّما ألجأتهم الظروف إلى إدخال المسائل الكلاميّة في كتبهم ، نظراء :