فأما قوله : (تَبارَكَ) فقد اختلفوا فيه ، فقال كثير من المفسرين : إنه بمعنى تعظم وتقدس ، وقال : الفراء : البركة التقدس والعظمة ، وقيل : إنه تفاعل من البركة ، والبركة النفع والزيادة ، وقوله تعالى فى قصة عيسى : (وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ) (مريم : ٣١) فقيل : نفاعا للخلق ، وقال الزجاج : البركة الخير الكثير فى كل شيء ، وقال بعض أهل اللغة : إن أصله من المبروك ، يقال : برك الطير على الماء إذا دام ، ومبارك الإبل مواضعها التى تستقر عليها ، فكل آية احتملت وجوها وليس بينها تناف ولا تضاد ولا حصل الإجماع على أن المراد منها البعض دون البعض فهى على العموم ، وهذه الوجوه كلها صحيحه فى معنى قوله : (تَبارَكَ) ووجوه الثناء على الله سبحانه تنحصر فى ثلاثة أقسام :
__________________
المواضع التى يستجاب فيها الدعاء
أما عن المواضع التى يستجاب فيها الدعاء فيقول النووى : هى خمسة عشر موضعا : فى الطواف ، وفى الملتزم ، وتحت الميزاب ، وداخل الكعبة ، وخلف المقام ، وعند زمزم ، وعلى الصفا وعلى المروة ، وفى حال السعى ، وجميع منى عموما ، وعند الجمرات الثلاث خصوصا ، وفى عرفة ، وفى مزدلفة.
الذين يستجاب دعاؤهم
وأما عن الذين يستجاب دعاؤهم فهم : المضطر ، المظلوم مطلقا ، ولو كان فاجرا أو كافرا ، الوالد على ولده ، الإمام العادل ، الرجل الصالح ، الولد البار بوالديه ، المسافر ، الصائم حين يفطر ، المسلم حين يدعو لأخيه بظهر الغيب ، المسلم ، ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم ، التائب.
ساعة الجمعة التى يستجاب فيها الدعاء
وأما عن الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فيقول ابن عبد ربه : الفضيل عن أبى حازم عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنهم أجمعوا أن الساعة التى يستجاب فيها الدعاء آخر ساعة من يوم الجمعة ، والله أعلى وأعلم.