__________________
ـ بالنبات نبت ، بل الله تعالى ربط الأسباب بالمسببات ، ويقال له : القضاء الأول هو كلمح البصر ، والدليل على ذلك أنك تأكل حين تجوع ، وتشرب حين تعطش.
عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض» (الحاكم فى مستدركه على الصحيحين).
أما عن الإلحاح فى الدعاء فنقول :
إنه من أنفع الأدوية ، فقد روى ابن ماجه فى سننه من حديث أبى هريرة : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لم يسأل الله يغضب عليه» وفى مستدرك الحاكم من حديث أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا تجزعوا فى الدعاء ، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد» وذكر الأوزاعى عن الزهرى عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «إن الله يحب الملحين فى الدعاء» وذكر الإمام أحمد فى الزهد عن قتادة قال : قال مورق : ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجلا فى البحر على خشبة ، فهو يدعو : يا رب يا رب ، لعل الله عزوجل أن ينجيه.
الآفات التى تمنع إجابة الدعاء
ومن الآفات التى تمنع ترتب أثر الدعاء عليه :
أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر (أى يتعب ويسأم) ويدع الدعاء ، وهو بمنزلة من بذر بذرا ، أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله ، وفى البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لى» وفى صحيح مسلم عنه «لا يزال يستجاب للعبد ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل» قيل : يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال : «يقول قد دعوت وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لى ، فيستحسر عند ذاك ويدع الدعاء» وفى مسند أحمد من حديث أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل» قالوا : يا رسول الله ، كيف يستعجل؟ قال : «يقول : قد دعوت ربى فلم يستجب لى».
والمدعو به إن كان قد قدر لم يكن بد من وقوعه ، دعا به العبد أو لم يدع ، وإن لم يكن قد قدر لم يقع ، سواء سأله العبد أو لم يسأله.