أخذت على هذا المقدار ، خذ فعليك الأخذ وعليّ القضاء ، قال : فانتبهت ففتح لى بما قضيت الدّين ، وما حاسبت بعد ذلك قصابا ولا بقالا.
وحكى أن أحمد بن خضرويه لما حضرته الوفاة كان عليه سبعون ألف درهم فحضره غرماؤه ، فقال : يا إلهى ، روحى رهن فى أيديهم ، فإن أردت قبضها فاقض حقوقهم ، فدق إنسان الباب وقال : ليخرج غرماء أحمد بن خضرويه ، فقضى دينه ثم مات ، رحمهالله تعالى.
فصل : حسبى الله ونعم الوكيل :
وأن من له وكيل يتولى أشغاله فيسأله الأجرة على أعماله ، وربما يخون فى ماله ثم يخطئ فى كثير من أحواله ، وربما لا يهتدى كما ينبغى لوجوه أشغاله.
والحق سبحانه يأخذ لمن يرضى به وكيلا ، ثم يحقق له تأميلا ويثنى عليه جميلا ويعطيه جزيلا ولا يسأله على ما يتولاه من أموره عوضا ، بل يضاعف له فضلا ونعمة ، وبلطف به فى دقائق أموره وأشغاله ما لا يرتقى إليه آماله ، ولا يأتى على تفضيله سؤاله سنة منه سبحانه جميلة أمضاها وعادة كريمة بين عباده أجراها.
فصل : من عرف أن الله وكيله :
ومن عرف أنه وكيله وصدق عليه تعويله فبالحرى أن يكون وكيله سبحانه على نفسه فى استيفاء حقوقه ولوازمه واقتضاء أوامره وفرائضه ، فيكون خصمه سبحانه على نفسه ليلا ونهارا ، لا يغتر لحظة ولا يجوز التقصير بتة.
وأنشدوا :
عليّ رقيب منك خال بمهجتى |
|
إذا رمت تسهيلا عليّ تصعّبا |