باب
فى معنى اسمه تعالى
٤٣ ـ الرقيب (١)
جل جلاله
الرقيب : اسم من أسمائه تعالى وهو : بمعنى الحفيظ ، يقال : رقبته أرقبه رقبة ورقوبا إذا راعيته ، قال الله سبحانه : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٢) يريد به الملك الّذي يكتب أعمال العبد ، والله تعالى رقيب لعباده أى حفيظ لهم يعلم أحوالهم ويعد أنفاسهم ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم ، يقال : راقبت الله إذا علمت أنه مطلع عليك فراعيت حقه ، والمراقبة عند هذه الطائفة هو أن يصير الغالب على العبد ذكره بقلبه أن الله مطلع عليه فيرجع إليه فى كل حال ويخاف سطوات عقوبته فى كل نفس ويهابه فى كل وقت.
سئل بعضهم : بم يستعين الرجل على حفظ بصره من المحظورات؟ قال : بعلمه بأن رؤية الحق سبحانه سابقة على نظره إلى تلك المحظورات.
__________________
(١) الرقيب : هو العليم الحفيظ ، وقالوا : الّذي هو من الأسرار قريب وعند الاضطرار مجيب.
وقيل : هو المطلع على الضمائر ، الشاهد على السرائر.
وقيل : الّذي يعلم ويرى ولا يخفى عليه السر والنجوى.
وقيل : الّذي يسبق علمه جميع المحدثات ، وتتقدم رؤيته جميع المكونات.
وقيل : هو الحاضر الّذي لا يغيب.
(٢) ق : ١٨.