الناشئة عن صحيح العقيدة الإيمانية كافية فى باب التوجه والاستعداد داعية وإن لم يحصل معها دعاء إلى تنزل الإمداد ...
وبهذا التقرير يظهر لك أنه قد يراد بالاسم الأعظم الأمر الّذي ترتب عليه الإجابة وإن لم يكن معه ذكر شيء من أسماء الله تعالى ، وهذا من باب التجوّز بعلامة ترتب الاستجابة على كل منها.
وعلى هذا فقد يطلق الاسم الأعظم على الحالة القلبية المؤثرة فى سرعة الاستجابة وإن لم يكن معها تلفظ حتى أن من يتوجه إلى الأولياء من يتوجه بقلبه إلى ربه مع سكوت لسانه فيعطى مناه.
وقد يصير الولى ذاكرا الله بكله موحدا له مثنيا عليه سبحانه فيتجوز من يتجوز بإطلاق الاسم الأعظم عليه ، كما نقل عن بعضهم أنه قال فى حق ولى من الأولياء : فلان كان يدعو بالاسم الأعظم وهو الآن عين الاسم الأعظم.
وهذا الإطلاق لا أقول به فإنى لم أجد فى الشرع الشريف ما يقتضي الإذن فيه ، وإنما يجوز التوسل بالصالحين كما سأذكره ، وليس مراد هذا القائل أن هذا الشخص صار اسما من أسماء الله تعالى ، ولكنه يريد أنه فى معنى الاسم الأعظم ، كما يقال : فلان أسد ، بمعنى أنه فى معنى الأسد من الشجاعة ، ثم إن جوزنا هذا التجوز مع بعده ورد الخلافة له معنيان :
أحدهما : أن هذا الولى صار كله آلة من آلات التوحيد وكلمة من كلماته وآية من آياته ودلالة من دلالاته ، فكأنه توحيد وذكر منطوق به.
والثانى : أنه يتوسل به إلى الله كما يتوسل إليه باسم من أسمائه سبحانه ، ولا التفات إلى من ينكر التوسل إلى الله بالصالحين من عباده ، فإن هذا أمر جائز تقوم له الحجة ، وليس هذا محل ذكره ومن العجب موافقة المنكر على