باب (١)
فى معنى قوله تعالى
(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)
اختلفوا فى نزول هذه الآية ، فروى ابن عباس والضحاك : أنها مكية ، وروى عن مقاتل أنها مدنية ، وقرأ ابن عامر : «ذو الجلال» بواو والباقون : (ذِي الْجَلالِ) بياء ، والكلام فى هذه الآية من وجوه : منها القول فى معنى : (تَبارَكَ) ومنها فى معنى قوله : (اسْمُ رَبِّكَ) ومنها فى معنى قوله : (ذِي الْجَلالِ).
__________________
(١) الدعاء باسمه تبارك وتعالى :
الدعاء : الرغبة إلى الله تعالى ، وقد دعا يدعو دعاء ودعوى ، والدعاء كالنداء أيضا ، لكن النداء قد يقال إذا قيل يا ، وأيا ، ونحو ذلك ، من غير أن يضم إليه الاسم.
والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم بنحو يا فلان ، وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر ، ويستعمل أيضا استعمال التسمية نحو : دعوت ابنى محمدا ، أى سميته ، قال تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) (النور : ٦٣) حثا على تعظيمه صلىاللهعليهوسلم ، وذلك مخاطبة لمن يقول : يا محمد.
ودعوته : إذا سألته ، وإذا استغثته ، قال تعالى : (أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) (الأنعام : ٤٠) تنبيها أنكم إذا أصابتكم شدة لم تفزعوا إلا إليه ، وقوله : (وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) (١٤) (الفرقان) لأهل النار وهو أن يقول : يا لهفاه ، وا حسرتاه ، ونحو ذلك من ألفاظ التأسف ، والمعنى : يحصل لكم غموم كثيرة ، وقوله تعالى : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ) (البقرة : ٦٨) أى سله.
والدعاء إلى الشيء : الحث على قصده ، وقوله تعالى : (لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ) (غافر : ٤٣) أى رفعة وتنويه : و «لهم الدعوة على غيرهم» أى يبدأ بهم فى الدعاء ، وتداعوا عليهم : تجمعوا.