فأرجع التسمية إلى الاعتقاد بل إلى حالة الاعتقاد المستمرة ما لم يقطعها قاطع ، وجعل التلفظ بالاسم مستحبا لأنه أكمل إذ فيه الجمع بين القلب واللسان ...
فإن قلت : مقتضى ما قررته تعدد الاسم الأعظم فى صور عديدة فكيف يسمى اسما وهو أشياء متعددة ...
قلت : الاسم قد يطلق ويراد به جنس الأسماء كما فى قوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وقوله تعالى : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) وقوله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أى سبح أسماءه كلها بالتقديس والتنزيه عن أن يكون كأسماء غيره ، والمعنى فى بسم الله الرّحمن الرّحيم ابدأ ، أو استعن ، أو تبرك ، أو تعلق وما أشبه هذا بأسماء الله الرحمن الرحيم كلها.
فإن قيل : المراد من سبح اسم ربك سبح ربك ...
قلت : فلا بد فى تسبيحه سبحانه من ذكر اسم من أسمائه حتى لو قال سبحان ربى كان فيه ذكر اسم الربوبية ولا يتعين اسم واحد من الأسماء الحسنى فدل على أن المراد بالاسم الأسماء ، وقد يسمى كل اسم من أسمائه سبحانه الخاصة به الاسم الأعظم فى حق كل داع تحقق بالاضطرار ، قال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) والإجابة من ثمرات الاسم الأعظم ...
وملخص القول : أنه كلما كان أوثق لعروة التوحيد وأسبق فى معارج التمجيد ، كان أعظم فى التقريب إلى المجيد ، وأنفع لصاحبه من العبيد ، سواء أكان هذا بالاقتصار على بعض الأسماء أو بعض الآيات أو بعض الأحرف ، أو بالاقتصار على شيء من محاسن الثناء ، أو يعقد القلب السليم الصحيح من طوارق الأهواء حتى ربما كانت الحالة المرضية المصاحبة للأدوات الشرعية