وجاعل العين عينا والذات ذاتا ، ويصبح هذا على طريقة أهل السنة دون من خالفهم من أهل الأهواء والبدعة حيث قالوا : إن البديع : الّذي أبدع التصوير وأحسن التدبير ، ولم يخلق الأكوان خامدة مملة ، بل خلقها حافلة ببدائع المصنوعات وغرائب الفنون وعجيب الحوادث ، شيقة للمتفكرين ، كثيرة الدلالات والآيات للمتوسمين ، فسبحانه وتعالى لا نهاية لكماله ولا حدّ لجلاله ولا مثيل له ، وذاكره يكون من أهل البصيرة والفهم ، وتقضى حاجته ، ويأمن الصواعق ، الحوادث كانت فى العدم أعيانا وأشياء فسدوا على أنفسهم طريق التوحيد بهذه البدعة الشنعاء وليس هذا موضع بسط الكلام فيه.
ومن آداب من عرف هذا الاسم لله تعالى أن يجتنب البدعة ويلازم السنة ، والبدعة ما ليس لها أصل فى كتاب الله ولا سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا إجماع الأمة ، قال الله سبحانه : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١) وقال تعالى: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) (٢) وقال تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٣) وقال أبو عثمان الحيرى : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «من أحب سنتى فقد أحبنى ، ومن أحبنى كان معى فى الجنة» وقال سهل بن عبد الله : أصول مذهبنا ثلاثة : الاقتداء بالنبىصلىاللهعليهوسلم فى الأخلاق والأفعال والأكل من الحلال وإخلاص النية فى جميع الأعمال ، وقول الله تعالى : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) (٤) جاء فى التفسير الحكمة : السنة ، وقال تعالى : (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (٥) جاء فى التفسير أنه
__________________
(١) النور : ٦٣.
(٢) النور : ٥٤.
(٣) الأحزاب : ٢١.
(٤) آل عمران : ٤٨.
(٥) فاطر : ١٠.