قال عبد الله بن يوسف : دخلت على بعض المشايخ بهراة فأردت أن أقوم من عنده فقال لى : تخرج؟ فقلت : لا أشغل فى وقت الشيخ أكثر من هذا ، فقال : يا بنى ، أنا لست للوقت ، الوقت ما شغلنى به ربى ، وفى معناه أنشدوا :
لست أدرى أطال ليلى أم لا |
|
كيف يدرى بذاك من يتقلى |
لو تفرغت لاستطالة ليل |
|
ولرعى النجوم كنت مخلا |
إن للعاشقين عن قصر الليل |
|
وعن طوله من الهجر شغلا |
ويحكى عن الجنيد أنه قال : دخلت على السرى يوما وقلت له : كيف أصبحت؟ فأنشأ يقول :
ما فى النهار ولا فى الليل لى فرج |
|
ولا أبالى أطال الليل أم قصرا |
ثم قال : ليس عند ربكم صباح ولا مساء ، أشار بهذا إلى أنه غير متطلع للأوقات ، بل هو مستغرق بشهود الموقف عن الحالات والشارات.
وفى معناه أنشد :
لا كنت إن كنت أدرى كيف كنت ولا |
|
أكون إن كنت أدرى كيف لم أكن |
كن لى كما كنت لى فى حين لم أكن |
|
يا من به صرت بين الرزء والحزن |
وربما يزبد المعنى ويغلب على صاحب هذا النعت حتى يصير فانيا عن كل