الله ، كما امره النبي صلىاللهعليهوسلم بقوله : «فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه الى عالمه» (٨٠٢) ، فامتثل ما أمر به صلىاللهعليهوسلم.
قوله : (ودين الله في الأرض والسماء واحد ، وهو دين الإسلام ، قال الله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) آل عمران : ١٩. وقال تعالى : (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) المائدة : ٣. وهو بين [الغلو و] التقصير ، وبين التشبيه والتعطيل ، وبين الجبر والقدر ، وبين الأمن والإياس).
ش : ثبت في «الصحيح» عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد» (٨٠٣). وقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) آل عمران : ٨٥ ـ عامّ في كل زمان ، ولكن الشرائع تتنوع ، كما قال تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) المائدة : ٤٨. فدين الاسلام هو ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده على ألسنة رسله ، وأصل هذا الدين وفروعه روايته عن الرسل ، وهو ظاهر غاية الظهور ، يمكن كل مميز من صغير وكبير ، وفصيح وأعجم ، وذكي وبليد ـ : أن يدخل فيه بأقصر زمان ، وإنه يقع الخروج منه بأسرع من ذلك ، من إنكار كلمة ، أو تكذيب ، أو معارضة ، أو كذب على الله ، أو ارتياب في قول الله تعالى ، أو ردّ لما أنزل ، أو شكّ فيما نفى الله عنه الشك ، أو غير ذلك مما في معناه. فقد دلّ الكتاب والسنة على ظهور دين الإسلام ، وسهولة تعلمه ، وأنه يتعلمه الوافد ثم يولي في وقته. واختلاف تعليم النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض الالفاظ بحسب من يتعلم ، فإن كان بعيد الوطن ، كضمام بن ثعلبة النجدي ، ووفد عبد القيس ، علّمهم ما لم يسعهم جهله ، مع علمه أن دينه سينشر في الآفاق ، ويرسل إليهم من يفقههم في سائر ما يحتاجون إليه ، ومن كان قريب الوطن يمكنه الإتيان كل وقت ، بحيث يتعلم على التدريج ، أو كان قد علم فيه أنه قد عرف ما لا بد منه ـ أجابه بحسب حاله وحاجته ، على ما تدل قرينة حال السائل ، كقوله : «قل آمنت بالله ثم استقم». وأما من شرع دينا لم يأذن به
__________________
(٨٠٢) صحيح ، وهو رواية عند أحمد (٢ / ١٨١) في الحديث (٤٦٢).
(٨٠٣) متفق عليه بنحوه ، وتجد لفظه في «صحيح الجامع الصغير» (١٤٦٥).