فقال : من كان من أهل السعادة فسيصير الى عمل أهل السعادة ، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير الى عمل أهل الشقاوة. ثم قال : اعملوا فكل ميسّر لما خلق له ، أما أهل السعادة فييسّرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) (٢٣٩) الليل : ٥ ـ ١٠ ، خرجاه في «الصحيحين».
قوله : (وكلّ ميسر لما خلق له ، والأعمال بالخواتيم ، والسعيد من سعد بقضاء الله ، والشقي من شقي بقضاء الله).
ش : تقدم حديث علي رضي الله عنه وقوله صلىاللهعليهوسلم : «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» ، وعن زهير عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : جاء سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله ، بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، أم فيما يستقبل؟ قال : لا ، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، قال : ففيم العمل؟ قال زهير : ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه ، فسألت : ما قال؟ فقال : اعملوا فكل ميسر» (٢٤٠). رواه مسلم. وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» (٢٤١) ، خرجاه في «الصحيحين» وزاد البخاري : «وإنما الأعمال بالخواتيم». وفي «الصحيحين» أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ
__________________
(٢٣٩) متفق عليه ، وهو مخرج في «ظلال الجنة» (١٧١).
(٢٤٠) أخرجه مسلم في «القدر» (٨ / ٤٨) وأحمد أيضا (٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣) وصححه ابن حبان (١٨٠٨ و ١٨٠٩).
(٢٤١) متفق عليه ، وهو مخرج في «الظلال» (٢١٦)
.