عن أحد ، ولا يصوم أحد عن أحد ، ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدّا من حنطة» (٦٣٤).
والدليل على انتفاع الميت بغير ما تسبب فيه ، الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح. أما الكتاب ، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) الحشر : ١٠. فأثنى عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم ، فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء. وقد دل على انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة ، والأدعية التي وردت بها السنة في صلاة الجنازة مستفيضة. وكذا الدعاء له بعد الدفن ، ففي «سنن أبي داود» ، من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : «استغفروا لأخيكم ، واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل» (٦٣٥). وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم ، كما في «صحيح مسلم» ، من حديث بريدة بن الحصيب ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعلمهم اذا خرجوا الى المقابر أن يقولوا : «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا ان شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية» (٦٣٦). وفي «صحيح مسلم» أيضا ، عن عائشة رضي الله عنها : سألت النبي صلىاللهعليهوسلم : كيف تقول إذا استغفرت لأهل (٦٣٧) القبور؟ قال : «قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا [ومنكم] والمستأخرين ، وإنا ان شاء الله بكم لاحقون» (٦٣٨).
__________________
(٦٣٤) لا اعرف له أصلا مرفوعا ، لا عند النسائي ولا عند غيره ، وانما رواه النسائي في الكبرى» (٤ / ٤٣ / ١) والطحاوي في «مشكل الآثار» (٣ / ١٤١) عن ابن عباس موقوفا عليه. وسنده صحيح.
(٦٣٥) صحيح ، وهو مخرج في «أحكام الجنائز» (ص ١٥٥).
قال عفيفي : انظر ص ٣٣١ ج ١ من «مختصر الصواعق».
(٦٣٦) صحيح ، وهو مخرج في «أحكام الجنائز» (١٨٩ ـ ١٩٠).
(٦٣٧) قال عفيفي : انظر ص ٣٥٤ ج ١ من «مختصر الصواعق».
(٦٣٨) صحيح ـ وهو مخرج في «أحكام الجنائز» (١٨١ ـ ١٨٣)
.