والمؤمنين أن يبتليهم بالسراء والضراء ، لينالوا درجة الشكر والصبر (١١٠).
كما في «الصحيح» عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «والذي نفسي بيده ، لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خير له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، وان أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له» (١١١).
والله تعالى قد بين في القرآن ما في إدالة العدو عليهم يوم أحد من الحكمة فقال : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران : ١٣٩ ، الآيات. وقال تعالى : (الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت : ١ ـ ٢ ، الآيات. الى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على سنته في خلقه وحكمته التي بهرت العقول.
قال : وسألتكم عما يأمر به؟ فذكرتم أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ، وهذه صفة نبي ، وقد كنت أعلم أن نبيا يبعث ، ولم أكن أظنه منكم ، ولوددت أني أخلص إليه ، ولو لا ما أنا فيه من الملك لذهبت إليه ، وإن يكن ما تقول حقّا فسيملك موضع قدميّ هاتين. وكان المخاطب بذلك أبو سفيان بن حرب ، وهو حينئذ كافر من أشد الناس بغضا وعداوة للنبي صلىاللهعليهوسلم ، قال أبو سفيان بن حرب : فقلت (١١٢) لأصحابي ونحن خروج ، لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، إنه ليعظمه ملك بني الأصفر ، وما زلت موقنا بأن أمر النبي صلىاللهعليهوسلم سيظهر ، حتى أدخل الله عليّ الاسلام وأنا كاره.
__________________
(١١٠) في الاصل : البصر.
(١١١) صحيح مسلم (٨ / ٢٢٧) وأحمد (٤ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، ٦ / ١٥ ، ١٦) بلفظ : «عجبا لأمر المؤمن ، ان أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد» ، الحديث والباقي مثله سواء ، وفي رواية لأحمد : «بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع أصحابه اذ ضحك فقال : ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ، قال : عجبت لأمر المؤمن ...» الحديث وسنده صحيح على شرط مسلم وله شاهد مختصر ، خرجته في «الصحيحة» (١٤٧)
(١١٢) في الاصل : قلت.